مفهوم مؤشر التنمية البشرية وفائدته
التنمية البشريّة قبلَ الحديث بشكلٍ موسع عن المفهوم الذي يُعبّر بدقة عن مؤشّرُ التنمية البشريّة، وعن كلّ من أساليبه و فوائده، لا بدّ من تسليط الضوء بصورةٍ مباشرة على مفهومِ التنمية البشريّة كواحدة من أهمّ الأدواتِ الحديثة والحقول العصريّة التي آمنت بالعنصر البشريّ، وانطلقت من مبدأ أنّه العنصرُ المسؤولُ عن تحرّكِ كافة العناصر الماديّة الأخرى وتوظيفِها بالأسلوبِ الأمثل، علماً أنّ التنمية بشكل عامّ هي مصطلح يدّل على النهوضِ بالشيء والارتقاء فيه من مستوى أو وضع إلى مستوى أفضل، وتغيير الحال إلى أحسنِه. التنمية البشريّة أو (Human Development) هي عبارة عن عملٍ مخطّطٍ يضمُّ من مجموعة من الأسس والمفاهيم والبرامج المدروسة والمخطّط لها مسبقاً، والمصمّمة من أجل تعليم وإكسابِ المعارف، والسلوكيّات، والمهارات، التي تؤهّلُ الأشخاصَ للقيام بالأعمال والمهام المختلفة، والتي تضمنُ لهم مواكبةَ العصر والتقدّم والتطور في الوقتِ الحاضر وفي المستقبل. جوانب التنمية البشريّة المعرفة. المهارة. الاتجاه. القدرات الشخصيّة. السلوكيّات. الخبرات. مؤشر التنمية البشريّة يدّل مؤشر التنمية البشريّة أو كما يُطلقُ عليه في اللغة الإنجليزيّة (Human Development Index) على ذلك المؤشر المسؤول عن قياس وتحديد مستوى الرفاهية لكلّ شعب من شعوب العالم، ويهدفُ بصورةٍ مباشرة إلى الحصولِ على واقع إنسانيّ أفضل، وتحسين الوضع المعيشيّ لكافةِ المواطنين في شتّى بقاع الأرض، بغضّ النظر عن فروقات واختلافات الجنس، واللون، والدين، والعرق. ابتكرتْ هذا البرنامجَ وأعدّتْه هيئةُ الأممِ المتحدّة عام 1990م، وهو أحدُ البرامج التطويريّة الإنمائيّة التي طرحها خبيرُ وعالمُ الاقتصاد الباكستانيّ محبوب الحق، ودعمَه الهندي أماريتا سين، الذي حصل على جائرة نوبل في الاقتصاد، والذي بدورِه يضمُّ ما لا يقلُّ عن مئة وثمانين دولة، لا يتسعُ المقام لذكرها هنا، ويستثني بعضَ الدول الأخرى، وتقع على عاتقه مسؤولية تقديم تقارير سنويّة عن وضع هذه الدول المعيشيّ خاصّة من الناحية الاقتصاديّة. مستويات التنمية البشريّة جاء تقسيمُ مستوى التنمية حسب المؤشر في كلّ دولة كما يلي: مستوى متقدم جداً من التنمية. مستوى عالٍ. مستوى متوسّط. مستوى منخفض. مستوى غيرُ متوفر، أي لا يوجد تنمية. فوائد مؤشر التنمية البشريّة تحديدُ الوضع والمستوى المعيشيّ في كلّ دولة، دون التركيز على الدول المتقدمة وتجاهل الدول النامية، بل التركيز على الأخيرة لغرض تحسين حالها. وضعُ السبل الكفيلة بالإصلاح، وبرفعِ المستوى المعيشيّ في كلّ دولة تعاني من تخلّفٍ وتدنٍّ في مستوى الخدمات المختلفة، وتؤثر على الكرامة الإنسانيّة. محاربة الفقر والفساد والتلاعب، واستثمار العنصر البشريّ بالطرق المُثلى