القرآن الكريم من فضل الله -تعالى- على البشر أن أرسل إليهم رسلاً مبشّرين ومنذرين؛ ليدعوا إلى عبادة الله وحده، وأنزل إليهم كُتباً لتقوم على الناس الحُجّة بذلك، كما قال الله تعالى: (رُّسُلًا مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ)،[١] وبعد فترةٍ من انقطاع الرسل، بعث الله -تعالى- محمّد صلّى الله عليه وسلّم، وأنزل عليه القرآن الكريم؛ ليُكمل صرح الرسل السابقين، بشريعةٍ عامّةٍ خالدةٍ، حيث قال النبي عليه الصلاة والسلام: (مثَلِي ومثلُ الأنبياءِ من قبلِي كمثلِ رجلٍ بنَى بنياناً فأحسنَهُ وأجملَهُ إلَّا موضعَ لبنةٍ من زاويةٍ من زواياهُ فجعلَ النَّاسُ يطوفونَ به ويَعجبونَ له ويقولونَ: هلَّا وُضِعَتْ هذه اللَّبِنةُ، قال: فأنا اللَّبِنَةُ وأنا خاتَمُ النَّبيِّينَ)،[٢] ومن الجدير بالذكر أنّ القرآن الكريم كان آخر الرسالات إلى الناس أجمعين، حيث قال الله تعالى: (تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا)،[٣] وقد تحدّى رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- العرب بأن يأتوا بمثل القرآن الكريم، فلم يستطيعوا، فتحدّاهم بأن يأتوا بعشر سورٍ مثله، فعجزوا عن ذلك، وتحدّاهم بأن يأتوا بسورةٍ فما استطاعوا، على الرغم من أنّهم أهل الفصاحة والبلاغة، فثبت له الإعجاز، وبإعجازه ثبتت الرسالة، ويُعرّف القرآن الكريم بأنّه كلام الله تعالى، المُنزل على محمّد صلّى الله عليه وسلّم، والمتعبّد بتلاوته.[٤] أحكام التلاوة والتجويد يُعرّف التجويد لغةً بتصيير الشيء جيداً، وهو ضدّ الرديء، وجوّد فلان الشيء؛ أي فعله جيداً،[٥] واختلف العلماء في تعريف التجويد اصطلاحاً؛ حيث قال بعضهم إنّه إعطاء الحروف حقوقها، وترتيبها مراتبها، وتصحيح لفظ الحرف، وردّه إلى أصله ومخرجه، وإلحاقه بنظيره، وتلطيف النطق به على حال صيغته، من غير إفراطٍ ولا تكلّف، ولا إسرافٍ، ولا تعسّفٍ، أمّا التلاوة فتعرّف بأنّها قراءة القرآن متتابعاً، كالأجزاء والأسداس، وأمّا الأداء فهو القراءة بحضرة الشيوخ، أو الأخذ عنهم بالسماع منهم، ويُمكن القول أنّ الترتيل اصطلاحاً كما عرّفه الإمام علي بن أبي طالب هو: تجويد الحروف ومعرفة الوقوف،[٦] ومن القواعد والضوابط التي وضعها علماء التجويد: أحكام النون الساكنة والتنوين، وأحكام الميم الساكنة، والمد بأقسامه، والوقف والابتداء، والمثلين، والمتقاربين، والمتجانسين.[٧] أحكام النون الساكنة والتنوين أحكام النون الساكنة والتنوين أربعة أحكامٍ، وهي:[٨] الإدغام: يُعرّف الإدغام لغةً بإدخال شيءٍ في شيءٍ، وأمّا اصطلاحاً فهو التقاء حرفٍ ساكنٍ بآخرٍ متحركٍ، بحيث يصيران كالحرف الثاني مشدّداً، وتُدغم النون الساكنة والتنوين إذا جاء بعدها أحد حروفه، وهي المجموعة في كلمة: يرملون، وعلّة إدغام النون الساكنة والتنوين بأحرف الإدغام التماثل بالنسبة للنون، والتقارب بالنسبة لباقي الأحرف، وتجدر الإشارة إلى أنّ الإدغام ينقسم إلى نوعين من حيث النقص والكمال؛ فالإدغام الناقص هو الذي يبقى معه أثر للنون الساكنة والتنوين بعد إدغامها في حرفي الياء والواو، وأمّا الإدغام الكامل فلا يبقى معه أثر للنون الساكنة أو التنوين عند إدغامها بباقي أحرف الإدغام، بالإضافة إلى أنّ الإدغام ينقسم من حيث الغنّة إلى نوعين؛ الأول إدغام بغنّةٍ، ويكون إذا جاء بعد النون الساكنة والتنوين أحد أحرف كلمة: ينمو، وأمّا النوع الثاني فهو الإدغام بغير غنّةٍ، ويكون إذا جاء بعد النون الساكنة أو التنوين حرفي الراء أو اللام، والغنّة صوت يخرج من الأنف، ولا علاقة للسان فيه، ويُغنّ الحرف بمقدار حركتين، والحركة هي مقدار فتح الإصبع أو إغلاقه.[٩] الإقلاب: ويعرّف الإقلاب لغةً بتحويل الشيء عن وجهه، وأمّا اصطلاحاً فهو تحويل النون الساكنة أو التنوين إلى ميمٍ، مع مراعاة الغنّة، ويكون الإقلاب إذا جاء بعد النون الساكنة أو التنوين حرف الباء، ومثال ذلك: (يُنْبِتُ لَكُمْ)، وتلفظ (يمبت لكم)، مع مراعاة الغنّة. الإخفاء: وهو الستر في اللغة، وأمّا اصطلاحاً فهو النطق بالنون الساكنة أو التنوين من غير تشديدٍ على صفةٍ بين الإظهار والإدغام، مع بقاء غنة الحرف الأول بمقدار حركتين، ويكون الإخفاء إذا جاء بعد النون الساكنة والتنوين أحد أحرف الإخفاء، وهي: ص، ذ، ث، ج، ش، ق، س، ك، ض، ظ، ز، ت، د، ط، ف. الإظهار: ويعرّف لغةً بأنّه البيان، وأمّا اصطلاحاً فهو النطق بالحرف من مخرجه بدون غنّةٍ، ويكون الإظهار إذا جاء بعد النون الساكنة أو التنوين أحد حروف الإظهار، وهي: الهمزة، والهاء، والخاء، والغين، والحاء، والعين. أحكام الميم الساكنة يتعلّق بالميم الساكنة ثلاثة أحكام، وهي:[٨] الإدغام: ويكون إذا التقت الميم الساكنة بميمٍ متحركةٍ في بداية كلمة أخرى، فتدخل الميم الأولى بالثانية، وتصبحان ميماً واحدةً مشدّدةً، مع مراعاة الغنّة، ويسمّى هذا النوع من الإدغام إدغاماً شفويّاً، أو إدغاماً متماثلاً. الإخفاء: حيث يكون إخفاء الميم الساكنة إذا جاء بعدها حرف الباء، ويسمّى هذ النوع بالإخفاء الشفويّ؛ لأن مخرج الميم والباء من الشفة. الإظهار: ويكون إظهار الميم الساكنة إذا جاء بعدها أحد أحرف الإظهار الشفويّ، وهي جميع الحروف الهجائيّة إلّا حرفا الميم والباء. المدود المد لغةً الزيادة، أمّا اصطلاحاً فهو إطالة زمن الصوت بحرفٍ من أحرف المد، وهي: الألف الساكنة المفتوح ما قبلها، والواو الساكنة المضموم ما قبلها، والياء الساكنة المكسور ما قبلها، وينقسم المدّ إلى نوعين، هما:[١٠] المد الأصلي: وهو المدّ الطبيعي الذي لا تقوم ذات حرف المدّ إلّا به، ولا يتوقّف على سببٍ من همزٍ أو سكونٍ، ويُمدّ الحرف بمقدار حركتين، ومن المدود التي تلحق بالمد الأصلي، وتمدّ بقدار حركتين: مد العِوض؛ ويكون في حال الوقف عوضاً عن تنوين الفتح حال الوصل. مد الصِلة الصغرى؛ وهو حرف مدّ زائد، يتحصّل من إشباع الحركة على هاء الضمير الواقعة بين متحركين، يكون ثانيهما غير مهموز. مد البدل؛ ويكون إذا جاء همزٌ بعده مد في كلمةٍ واحدةٍ. مد التمكين؛ ويقع هذا المد على الياء الساكنة إذا جاء قبلها ياءً مشدّدةً مكسورةً. المد الفرعيّ: وهو المد الزائد على المد الطبيعي، وسبب الزيادة إمّا الهمز وإمّا السكون، وأمّا المد الفرعي بسبب الهمز فينقسم إلى قسمين؛ هما: مد واجب متصل: ويكون إذا جاء بعد أحد أحرف المد همزٌ في نفس الكلمة، ويمدّ بمقدار خمس أو أربع حركات، ومن الأمثلة عليه: جاء، والسماء، وسوء. مد جائز منفصل: ويكون إذا جاء بعد أحد أحرف المد همزٌ في بداية الكلمة الثانية، ويمدّ بمقدار خمس أو أربع حركات. أمّا المدود التي بسبب السكون فهي: المد العارض للسكون: ويكون إذا جاء بعد حرف المد حرفٌ متحركٌ، وُقف عليه بالسكون، ويُمدّ حركتين، أو أربع، أو ست حركات. المد اللازم: ويكون إذا جاء بعد أحد أحرف المد حرفٌ ساكنٌ سكوناً لازماً، وسمّي مداً لازماً؛ للزوم السكون في حالتي الوصل والوقف، أو للزوم مدّه عند كلّ القرّاء ست حركاتٍ، في حال الوصل أو الوقف، إلّا حرف العين في موضع: (كهيعص)، وموضع: (حمعسق)؛ حيث إنّه يجوز فيها التوسّط، أي أن يكون المدّ بمقدار أربع حركاتٍ.


بين يدي سورة الحشر سورة الحشر هي السورة رقم (59) في ترتيب المصحف الشريف، وهي سورة مدنيّة أي أنّها نزلت في المدينة المنوّرة بعد الهجرة النبويّة الشريفة من مكة إلى المدينة،[١] وعدد آيات سورة الحشر أربع وعشرون آية. تبدأ سورة الحشر بتسبيح الله أي حمده والثناء عليه وتنزيهه عن النقص تعالى ربّ العزة عن النقص علواً كبيراً، وتختتم سورة الحشر بالكلام عن صفات الله تعالى في إثباتٍ لما بدأ به سبحانه من التسبيح ، ويعود سياق الآية الأخيرة ليؤكد كمال الله سبحانه، وأنّه الخالق والبارئ والمصور، وأنّ له الأسماء الحسنى والصفات العلا، وأنّ جميع الكائنات وجميع المخلوقات في السماوات وفي الأرض تسبّح لله العزيز في أسمائه والحكيم في صفاته. سبب نزول سورة الحشر نزلت سورةُ الحشر في السنة الرابعة للهجرة؛ وسببُ نزولها هو غدرُ يهود بني النضير بالمسلمين، وبنو النضير هُم إحدى قبائل اليهود التي سكنت المدينة المنورة، ولمّا استقرّ رسولُ الله -صلى اللهُ عليه وسلم- في المدينة هو والمسلمون، وبدأوا بتأسيس النّواة الأولى للدولة الإسلاميّة حرص الرسولُ -صلى اللهُ عليه وسلم- والمسلمون على تحصين الجبهة الداخليّة، وبدأوا بتوقيع العهود والمواثيق مع سكان المدينة وجوارها من غير المسلمين ومنهم بنو النضير، وكان من ضمن الاتفاق التشارك في الدية، وتعويض أهل المقتول إن كان القاتلُ من المسلمين أو من يهود بني النضير. ذهب الرسولُ -صلى اللهُ عليه وسلم- وبرفقته عشرة من كبار الصحابة على رأسهم أبو بكر الصديق وعُمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهم جميعاً إلى بني النظير، فاستقبله يهود بني النضير استقبالاً حسناً، ولكنهم أرادوا أن يستغلّوا الموقف فرتّبوا للغدر بالرسول -صلى اللهُ عليه وسلم- وخططوا لقتله وهو عندهم، حيثُ أمروا أحدهم بأن يصعد فوق الجدار الذي كان يستند عليه الرسول -صلى اللهُ عليه وسلم- وأن يلقي صخرة عليه صلى اللهُ عليه وسلم، وفعلاً استعدّ عمرو بن جحّاش بن كعب من بني النضير لتنفيذ مهمة قتل الرسول، إلا أنّ الرسول -صلى اللهُ عليه وسلم- تنبّه لهذا الأمر، وغادر قبل ذلك، وعزم الرسول -صلى اللهُ عليه وسلم- على معاقبة بني النضير على خيانتهم، وغدرهم، ونقضهم للعهد الذي عاهدوا عليه رسول الله والمسلمين.[٢] سبب تسمية سورة الحشر ذُكر في سبب نزول سورة الحشر أنّها نزلت في السنة الرابعة للهجرة، وأنّها نزلت في بني النضير، وسبب تسمية هذه السورة بسورة الحشر أنّها تكلّمت عن حشر بني النضير، حيث حاصرهم الرسول عليه الصلاة والسلام حينما قرّر أن يعاقبهم، ثم استسلموا بعد ذلك للرسول ولأصحابه الكرام، وحكم عليهم الرسول -صلى اللهُ عليه وسلم- بالجلاء والابتعاد عن المدينة المنوّرة، وكانوا أول من تمّ إجلاؤهم وإخراجهم من أهل العرب في زمن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ومعنى أوّل الحشر أي خروجهم الأول من حصونهم في المدينة إلى خيبر، وأما معنى آخر الحشر الذي ورد في السورة كذلك فهو خروجهم من خيبر إلى بلاد الشام. قال بعض المفسّرين أنّ آخر الحشر هو حشر البشر جميعاً الأخير في أرض الحشر، أو أرض المحشر، ومن المعلوم أنّ محشر الناس النهائي يكون في الشام،[٣] موضوعات سورة الحشر تعالج سورة الحشر عدداً من الموضوعات، وفيما يلي بيان هذه الموضوعات:[٤] الكلام عن حادثة الحشر ومعاقبة بني النضير من اليهود. الكلام عن خروج بني النضير، وتشتتهم وابتعادهم عن المدينة. نسبة إخراج بني النضير إلى الله سبحانه وتعالى وإلى تقدير الله. بيان مصير من يشاقق الله تعالى ويعصيه ويتحدّاه. بيان استقرار قلوب المؤمنين واطمئنانها بنصر الله للحق. الكلام عن حكم الفيء الذي أفاء به الله سبحانه وتعالى على المؤمنين. الكلام عن أهم ملامح شخصيّة التابعين، ودعائهم لمن سبقهم بالإيمان. بيان زيف العلاقة بين المنافقين وأهل الكفر، وأنّها علاقة باطلة فاسدة. لا ينال أهل الكفر والنفاق من المسلمين إلا حين تتفرّق قلوبهم. مخاطبة المؤمنين ودعوتهم إلى تقوى الله ومراقبته، وأن يراقب المسلم نفسه وتصرفاته. الموازنة بين أهل الحق وأهل الباطل وأهل الجنة وأهل النار، وتقرير أنهم لا يستوون، فأصحاب الجنة الذين هم أهل الحق هم الفائزون. بيان أثر القرآن الكريم في القلوب. استعراض عدد من أسماء الله وصفاته، وتختتم السورة كما بدأت بالتسبيح. التناسب بين بداية السورة ونهايتها ترتبط بدايةُ سورة الحشر مع نهايتها برابطٍ يقوم على تسبيح الله سبحانهُ وتعالى الكامل المنزّه عن كل نقص، فبداية السورة تبدأ بنسبة تسبيح الله سبحانه وتعالى إلى جميع المخلوقات في السموات والأرض، وأنّه سبحانه وتعالى هو العزيز الحكيم ذو القوة والمنعة والجبروت والحكمة، ثم تبدأُ السورة بعرض موضوع الحشر، وإخراج أهل الكتاب وهم بنو النضير في هذه السورة، والكلام عن إخراجهم من ديارهم وهو الخروج الأوّل من المدينة المنوّرة إلى خيبر، ثمّ ترتبط مقدمة السورة بنهايتها بذكر صفات الله سبحانه وتعالى، بعد الكلام عن الموازنة والمقارنة بين أصحاب النار وأصحاب الجنة، وأنّهُ لا يستوي أصحابُ النار وأصحاب الجنّة؛ فأصحابُ الجنّة هم الفائزون؛ لأنّهم صدّقوا وآمنوا بالله وبأسمائه وبصفاته العلا سبحانه وتعالى، فهو الخالقُ والبارئُ والمصوِّرُ، وتسبّحُ له سبحانه وتعالى جميع المخلوقات في السموات والأرض، فهو العزيزُ الذي لا يُضاهيه عزيزٌ في أسمائه ولا في صفاته، وهو الحكيمُ في خلقه وفي تقديره سبحانهُ وتعالى.[٥] كيف أنتفع بسورة الحشر إنّ القرآن الكريم هو كلام الله تعالى إلى خلقه جميعاً، يخاطب فيه البشر كلّ البشر، ويدعوهم إلى ما فيه الخير والصلاح والفوز والنجاح والهداية لهم، وحتى ينتفع الإنسان بالقرآن الكريم وينتفع بسورة الحشر وهي من سور من القرآن عليه أن يستحضر النية ويخشع عند تلاوتها وعند سماعها، وأن يوقن ويعلم علم اليقين أن الله تعالى يخاطب هذا السامع أو القارئ لسورة الحشر خاصةً، فلا يظن أنه بعيدٌ عن هذه الآيات وأنه ليس له علاقةٌ بها. على المسلم أن ينتفع بما يسمع من آيات سورة الحشر والقرآن والذكر الحكيم، فما ورد في سورة الحشر موجّهٌ إليه خاصةً، وعليه أن يفهم ويدرك معانيها العظيمة، ويفهم موضوعاتها والرسالة الربانية للمسلمين من خلال هذه السورة الكريمة، وأن يسمح لقلبه بأن يرتوي بالقرآن الكريم، لكي يكون قلباً حياً يحيى بسماع القرآن، ويحب تلاوة القرآن، فيبقى هذا القلب القرآني أخضر مزهراً، والقلب الحي الأنيس بالله يكون قلباً صامداً قوياً حاضراً مؤمناً، فيترجم هذه الحياة لهذا القلب الحي بالقرآن أفعالاً ترضي الله، وأقوالاً ترضي الخالق تبارك وتعالى، فهنيئاً لكل من روى قلبه بالقرآن، وهنيئاً لكل من جمّل سمعه وبصره بالقرآن، وهنيئاً لمن أنعم الله عليه بتمام النعمة؛ فصار خُلُقه القرآن، وصارت أعماله وأقواله تستنير بهُدى القرآن ، وهنيئاً لمن التزم أوامر الله ربهُ وخالقهُ ومولاه، والتزم بطاعة الله وابتعد عن كل ما نهى عنه الله


أحكام التجويد تُعدّ قراءة القرآن الكريم من العبادات ذات الفضل والمكانة، وفي قراءته أجر وحسنات مضاعفة، إلّا أنّ قراءة القرآن ليست كأيّ قراءة، إنّما ينبغي على المسلم إذا أراد قراءة القرآن، أن يطبّق بعض الأحكام أثناء قراءته؛ حتى يكون أداؤه سليماً، وقد نزلت تلك الأحكام مع نزول القرآن الكريم إلى نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم، فقرأها جبريل -عليه السلام- على النبي -صلى الله عليه وسلم- وفق تلك الأحكام، وعلَّمه كيفية القراءة الصحيحة، وقد نقل النبي -صلى الله عليه وسلم- تلك الطريقة إلى الصحابة -رضي الله عنهم- الذين نقلوها جيلاً بعد جيلٍ حتى وصلت إلينا على هذا النحو، وقد وضع علماء التجويد لتلك الطريقة في القراءة أُسساً وقواعد، وكان من بين تلك الأحكام ما يتعلَّق بالإدغام، فما هو الإدغام، وما هي أقسامه وأنواعه؟ معنى الإدغام للإدغام عدّة معانٍ في اللغة، وأخرى في اصطلاح علماء القراءات، ومن أبرز معاني الإدغام في اللغة والاصطلاح ما يأتي: الإدغام في اللغة: مصدر أدغمَ يُدغم، وأدغم إِدغاماً، فهو مُدْغِم، ويُقال: أدْغَمَ فلانٌ؛ إذا بادرَ القومَ حتى لا يسبقوه في الأكل، فأَكل دون أن يمضغ الطعام، ومنه أدْغَمَ الطعامَ: أي ابتلعه ابتلاعاً، وأدْغَمَ الشيءَ: أي سوَّده، ويُقال كذلك: أدغَمَهُ الله؛ إذا سَوَّد وجهَه فأَذلَّه، وأدْغَمَه الشيءُ: أي سَاءه، وأدْغَمَ الشيءَ في الشيءِ إدغاماً: إذا أَدخلَهُ فيه، أمّا في القراءة فيُقال: أدغمَ الحرفَ في الحرف: أَدْخَلَه فيه وضمّه إليه.[١] الإدغام في الاصطلاح: هو التقاء حرف ساكن مع حرفٍ آخر متحرّكٍ، بحيث يصبح الحرفان حرفاً واحداً مُشدَّداً، فيرتفع اللسان ارتفاعةً واحدةً إذا نطق بهما القارئ، وكأنّه حرف، وهو بوزن حرفين.[٢] الإدغام وأحكام النّون السّاكنة والتّنوين الإدغام حكمٌ من أحكام النون الساكنة والتنوين، فيقترن وجود حكم الإدغام بوجود النون الساكنة أو التنوين، وينتفي بانتفائها، وله في هذه الحالة أحرفٌ خاصة جمعها العلماء في كلمة واحدة هي (يرملون)، وعلى ذلك تكون أحرف الإدغام على اعتباره أحد أحكام النون الساكنة والتنوين هي: الياء، والراء، والميم، واللام، والواو، والنون، ويُشترَط لأجل تمام الحكم أن تكون النون الساكنة في آخر الكلمة الأولى، وحرف الإدغام في بداية الكلمة الثانية، وفي هذه الحالة تتمُّ تسمية حرف النون أو التنوين مُدغِماً، ويُسمّى حرف الإدغام مُدغَماً فيه.[٢] ويُقسم هذا النوع من الإدغام إلى قسمين، هما:[٢] الإدغام بغُنّة: له أربعةُ حروفٍ، هي الياء، والنون، والميم، والواو، وتجتمع هذه الحروف في كلمة (ينمو)، فإذا جاء حرفٌ من حروف الإدغام بغنّة تابعاً للنون الساكنة أو التنوين، وكان كلّ واحدٍ منهما في كلمة؛ بحيث تكون النون الساكنة أو التنوين في نهاية الكلمة الأولى، وحرف الإدغام بغنّة في بداية الكلمة الثانية؛ حينها تُدغَم النون الساكنة أو يُدغَم التنوين بحرف الإدغام بغنّة، وفيما يأتي بعض الأمثلة على الإدغام بغُنّة: الحرف المثال من النّون السّاكنة كيفيّة النُّطق المثال من التّنوين كيفية النُّطق الياء فَمَن يَعمل ميَّعمل لقومٍ يُؤْمنون قومِ يُّؤمنون الواو مِن وَالٍ مِوَّال وليٌ وَلا وليُ وَّلا النون من نِعمة منِّعمة يومئذٍ نَاعمة يومئذِ نَّاعمة الميم مِنْ مُكرِم ممُّكرم جزاءً مِن جزاءَ مِّن الإدغام بغير غُنّة: له حرفان فقط يختصُّ بهما، هما الراء، واللام، فإذا اقترن مجيءُ حرف الإدغام بغير غُنّة مع وجود نونٍ ساكنةٍ أو تنوينٍ في نهاية الكلمة الأولى، وحرف الإدغام بغير غُنّة في بداية الكلمة الثانية، فيكون إدغام النون الساكنة أو التنوين في حرف الإدغام بغير غنّة، ومثاله على النحو الآتي: الحرف المثال من النّون السّاكنة كيفيّة النُّطق المثال من التّنوين كيفيّة النُّطق الرّاء من رَّبِّهِ مرَّبِّه غفورٌ رحيم غفورُ رَّحيم اللام مِّن لَّدُنْهُ ملَّدُنه هدىً للمتقين هدَى لِّلمتقين الإدغام وأحكام الميم السّاكنة للإدغام أحكامٌ تقترن بالنون الساكنة أو التنوين، وهو كذلك أحد الأحكام التي تقترن بالميم الساكنة؛ فإذا جاءت الميم الساكنة وجاءت بعدها ميم متحرّكة؛ فعلى القارئ إدغام الميم الساكنة بالميم المتحركة، والميم الساكنة هي ميمٌ خاليةٌ من كلِّ الحركات، ويستوي بذلك حال الميم في الوقف والوصل، ومثال الميم الساكنة يظهر في كلمة: الْحَمْدُ، ويظهر كذلك في كلمة: تُمْسُونَ.[٣] وبذلك لا تنطبق أحكام الميم الساكنة على الميم المتحرِّكة، أو المشدّدة، أو الميم الساكنة سكوناً عارضاً؛ كالوقف على الميم التي تكون في نهاية الكلمة، مثل: الميم في كلمة حكيم، أو الميم الساكنة التي جرى تحريكها منعاً من التقاء ساكنين، كما في كلمتَي: قُم اللَّيْلَ، فتصبح: قُمِ اللَّيْلَ، فهذه الميمات تخرج من أحكام الميم الساكنة، ولا يترتَّب عليها حكمٌ؛ لانتفاء السكون عنها.[٣] أمّا حرف الإدغام على اعتباره حُكماً من أحكام الميم الساكنة فهو حرف الميم فقط، فتُدغَم الميم الساكنة التي تأتي في نهاية الكلمة الأولى، في الميم المتحركة في بداية الكلمة الثانية، مع إعطاء غُنّة، ويُسمّى هذا النوع من الإدغام بإدغام المِثلَين الصّغير؛ لأنّه يحدث لحرفين مُتَّحدين في المخرج والصِّفة، وهما الميم الساكنة والميم المتحرّكة، ويُسمّى أيضاً بالإدغام الصغير؛ لأنّه يحدث بين ميمٍ ساكنةٍ وميمٍ متحرّكةٍ، ويُسمّى كذلك بالإدغام الشفوي؛ لأنّ الميم مخرجها الشفتان، وهي طريقةٌ لتمييزه عن إدغام النون الساكنة في حروفها، ومن أمثلة الإدغام الشفويّ: (لَهُم مَّا)، وطريقة لفظها هي (لهُمَّا)، وكلمتا (كنتُم مِن) تُلفظان (كنتُمِّن).[٣] الإدغام والصّفات العارضة للإدغام ثلاثة أسباب تبعث عليه، وهي:[٤] التّماثل: وهو أن يتّحد حرفان من أحرف اللغة العربية في المخرج والصفة، ويظهر هذا النوع من الإدغام عند اجتماع حرفين متماثلين كالميم والميم، أو الباء والباء، أو التاء والتاء، أو الكاف والكاف، وهذا معنى اتّحادهما مخرجاً وصفةً، ومن أمثلة إدغام المتماثلَيْن ما يأتي:[٤] الحرف المثال كيفيّة النُّطق به الباء اضرب بِعصاك اضربِّعصاك الكاف يُدرِككُّمُ يدرِكُّم الدال وَقَد دَّخَلُوا وقدَّخلوا الفاء يُسْرِف فِّي يُسرِفّي التّجانس: هو أن يتَّحد الحرفان في المخرج، ولا يتَّحدا في الصفة، وهذا النوع من الإدغام غير لازمٍ؛ حيث لم يلتزم حفص بإدغام جميع الأحرف التي بينها تجانس، بل اكتفى بإدغام بضعة أحرفٍ متجانسةٍ، وهي:[٤] الباء مع الميم في موضعٍ واحدٍ في القرآن الكريم، وهو في قول الله تعالى: (يَا بُنَيَّ اركَب مَّعَنَا)،[٥] حيث إنها تُقرأ في هذا الموضع على: (اركمَّعنا). التاء مع الدال، في موضعين فقط، هما: (أثقلت دعوا) وتُقرَأ: (أثقلدّعوا)، وفي (أُجيبت دعوتكما) وتُقرَأ: (أُجيبدّعوتكما)، أمّا في حال التقاء الدال مع التاء، فقد أدغمها حفص في عدّة مواضع، منها (قد تبيّن)، وتُقرَأ: (قتَّبين)، وفي (عاهدتم) حيث تُقرَأ: (عاهتُّم)، وفي (كدتَّ) وتُقرَأ: (كتَّ). التاء مع الطاء، أو الطاء مع التاء، ومنها قوله تعالى: (همت طائفتان) وتُقرَأ: (همطَّائفتان)، وفي قوله: (بَسَطْتَ) وتُقرَأ: (بَسَتَّ). الذال مع الظاء: وقد ورد الإدغام على هذا النحو في موضعين فقط، هما: (إذ ظلموا) وتُقرَأ: (إظَّلموا)، وفي قوله تعالى: (إذ ظلمتم) وتُقرَأ: (إظَّلمتم). الثاء مع الذال في موضعٍ واحدٍ، وهو قول الله تعالى: (يَلْهَث ذَّٰلِكَ)،[٦] وتُقرَأ: (يلهذَّلك). وفيما عدا تلك الأحرف لم يُدغم حفص شيئاً، كما في الميم والواو، فإنّهما متجانسان لكن لم يُدغَما معاً، وكذلك الحال في الشين والياء. التّقارب: أن يتقارب الحرفان في المخرج والصِّفة، أو يتقاربا في الصفة دون المخرج، أو في المخرج دون الصفة، ولهذا النوع من الإدغام ثلاثُ صورٍ، هي:[٤] صورة التّقارب مثال أن يتقارب الحرفان مخرجاً وصفةً مِّن لَّدُنهُ أن يتقاربا مخرجاً ويختلفا صفةً التَّائِبُونَ أن يتقاربا صفةً ويختلفا مخرجاً مِن وَلِيٍّ


علم أسباب النُّزول اهتمَّ علماءُ التَّفسيرِ في معرفةِ أسبابِ نزول سورِ القرآنِ الكريمِ وآياتِه، والحوادثِ المُتعلِّقةِ بها؛ لحاجةِ فهمِ وتدبُّر الظُّروفِ التي حلَّت بها الآياتُ ونُزِّلت على رسول اللهِ عليهِ الصَّلاةُ والسَّلام، واستيعابِ الرَّسائلِ الربانيَّةِ المُرادةِ من الآياتِ، وإمكانِ تفسيرِها على النَّحوِ الأقربِ للصحَّةِ، ومعرفةِ مَقاصِدها ومُتعلِّقاتِها من الأحكام. وفي مَعرِفةِ أسبابِ نُزولِ الآياتِ تيسيرٌ لِفهمِ المعاني المتضمِّنةِ فيها، والمُحتواةِ في تركيبتِها وترتيبِها، وفَهمِ مفاهيمِها المُجمَلةِ دونُ الوُقوعِ في الإيهامِ والاحتمال، فالعلم بالسَّببِ يُورّث العلمَ بالمسبِّب.[١] وفي ضرورةِ التمرُّسِ في أسبابِ النُّزولِ خِدمةُ التَّفسيرِ وبيانُه، وفي ذلكَ أنَّ بعضَ الآياتِ أُشكِلت على بعضِ الصَّحابةِ حتَّى لم يجدوا لها فهماً، فلمَّا تبيَّنَ لهم سببُ نُزولِها توضَّحت غاياتُها واستَبانَت معانيها، وتَظهرُ الحاجةُ لِمعرفةِ أسبابِ النُّزولِ في تفسيرِ ما صعُب من الآياتِ فاستَعصى فهمه وامتَنَع، والغايةُ موقوفةٌ على فَضلٍ لا على جَدل، فلا تعني الحاجةُ لِمعرِفةِ تفاصيلَ الأحداثِ المُقتَرِنةِ بآيةٍ مُعيَّنةٍ تعميمَ الفكرةِ واشتِراطِها لجميعِ الآيات، ولا تلمُّسِ الأسبابِ لكلِّ آيةٍ أو سورةٍ نَزلَت في كِتابِ الله؛ ذلكَ أنَّ آياتِ القرآن الكريم نَزلَت في ظروفٍ مُختَلِفةٍ، فمِنها ما كانَ مَخصوصاً بعقائِدِ الإيمانِ والواجباتِ والشَّرائِع، ناظماً لحياةِ النَّاسِ مُمهِّداً لها، ومِنها ما كانَ نزولُه مقروناً بِحوادِثَ مخصوصةٍ، أو مُجيباً على أسئلةٍ، أو مُبيّناً لأحكامِ تخصُّ الوقائع، ولا يَجوزُ القولُ في أسبابِ النُّزولِ تنطُّعاً وارتِجالاً، بل هي موقوفةٌ على ما وَرَدَ عن رَسولِ الله عليهِ الصَّلاةُ والسَّلام تواتراً، وحكمُها كحُكمِ الحَديثِ في قبولِه أو ردِّه.[٢] سبب نزول سورتي الفلق والنَّاس يُذكرُ في سيرة الرَّسول عليهِ الصَّلاةُ والسَّلام أنَّ رجلاً من بني زُريقَ يهوديٌ، اسمه لبيدُ ابن الأعصمِ، سَحر الرَّسولَ الكَريم بِمُشاطةٍ لهُ، أعانَه عليها يهوديٌ كانَ يخدِمُ الرّسول عليه الصَّلاةُ والسَّلام، ومَعها عدَّةُ أسنانٍ من مشطِ الرَّسول، فأعقَد لبيدٌ السِّحرَ في المُشاطة ثمَّ ألقاها في بئرٍ لبني زُريق وقيل في بئرِ ذروان، فأعمَلَ السِّحرُ في رَسولِ اللهِ وأمرَضَه حتَّى انتثَر شعرُ رأسه، واستمرَّ مَرَضهُ ستّة أشهرٍ، وبَلغَ فيهِ أشدَّ ما يجدُ المسحور، فكانَ يرى أنَّه يأتي النِّساء ولا يأتيهن، وجعلَ يذوبُ ولا يَدري ما عَراه، وفي ذلكَ ما رُويَ عن رسولِ الله عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ في حديثِ السِّحر، حتّى جاءَهُ مَلَكانِ وهو نائمٌ، فجَلَسَ أحدهُما عندَ رأسِهِ والآخرُ عند رِجليهِ فأفتَياهُ في حالِهِ وفي مَكانِ سِحرِه، إذ قالَ الذي عندَ رأسِهِ للذي عندَ قدميهِ: ما بالُ الرَّجل؟ فأجاب: طُبَّ، فسأله: ما طُبابَته؟ فأجاب: سِحرٌ، فسألهُ: ومَن سحره؟ فأجاب: لبيدُ بن الأعصم، فسألهُ: وبمَ طبَّهُ؟ فأجابَ: بِمشطٍ ومُشاطةٍ، فسألهُ: وأين هو؟ فأجاب: في جُفِّ طَلعةٍ تحتَ راعوفةٍ في بئرِ ذَروان.[٣] فلمَّا انتَبَه رسولُ اللهِ عليهِ الصَّلاةُ والسَّلام خاطَبَ عائشةَ رضي الله عنها فقال: أما شَعرتِ أنَّ الله أخبرني بِدائي؟ فأرسَل نفراً من الصَّحابةِ فاستخرَجوهُ ثمَّ فَكُّوا عُقَده، وقيل، فأرسلَ عليّاً بن أبي طالبٍ والزُّبير بن العوَّامِ وعمَّار بن ياسر، فنزحوا ماءَ البِئرِ ثمَّ رفعوا الصَّخرة واستَخرجوا المُشاطةَ، وقيل، إنَّ رسولَ الله عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ أتاها في نَفَرٍ من أصحابِه، وفي ذلكَ ما وصَفَ عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ البئر لعائِشة إذ قال: (هذه البئرُ التي أُريتُها، وكأن ماءَها نُقاعَةُ الحِنَّاءِ، وكأن نخلَها رُؤوسُ الشياطينِ)،[٤] فلمَّا استَخرَجوا المُشاطةَ فإذا فيه وَترٌ معقودٌ فيهِ إحدى عشرة عُقدةً مغروزةٌ بالإبَر، فَجاءهُ جبريلُ عليهِ السَّلامُ بالمُعوِّذتينِ، فَجعَلَ يقراُ من آياتِها، فكانَ كلَّما قرأَ آيةً حُلَّت عُقدةٌ، فوَجدَ الرَّسولُ عليهِ الصَّلاة والسَّلامُ من أثرِ حَلِّها خِفَّةً، حتَّى إذا قرأَ آخرَ آياتِها انحلَّت العُقدةُ الأخيرةُ فقامَ كأنَّما نَشِطَ من عقالٍ، فكانَ فيهِ شِفاءُ الرَّسولِ عليهِ الصَّلاةُ والسَّلام، وقيلَ جاءهُ جبريلُ عليه السَّلامَ فرقاهُ فجعلَ يقول: (باسمِ اللَّهِ أرقيك من كلِّ شيءٍ يؤذيكَ من حاسدٍ وعينٍ اللَّهُ يَشفيكَ)،[٥] وأقرأهُ المعوِّذتينِ الفَلقُ والنَّاس، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَلَا نَقْتُلُ الْخَبِيثَ؟ فَقَالَ: (أما واللهِ فقد شفاني اللهُ، وأكرَهُ أن أُثيرَ على أحدٍ من الناسِ شَرًّا).[٦][٧][٨][٩] فضل سورتي الفلق والنَّاس فضَّلَ الله القرآن الكريمَ الذي أنزله على رَسولِهِ معجزاً ومُتواتراً على سائرِ كُتبِه، ثمَّ زادَ فضلَ بعضِهِ على بعضٍ فيما حملَ من معانٍ ومَدلولاتٍ احتوتها بعضُ سوره أو آياتِه، وخلا منها بعضها، وإنَّما تفاضُلُ سور القرآنِ فيما تحتويهِ من هذه المعاني، وكلُّها عظيمةٌ لأنَّها كلامُ الله ووحيه إلى نبيِّهِ محمد عليه الصَّلاة والسَّلام، وفي فضلِ المُعوِّذتينِ الفلق والنَّاسُ أحاديث وحوادث، منها ما خُصَّ به نزولهما في إبراءَ الرَّسولِ واستشفائه من مرضِه الذي أصابه عند سحرِه؛ إذ كان من فَضلِ المُعوِّذتينِ أنَّها كانتا إذا قُرِأ من آياتِها حُلَّت عُقدةٌ ممّا سُحرَ به الرَّسول عليه الصَّلاة والسَّلامُ حتى شُفيَ بِتمامِهما، وفي ذكرِ فَضلِهما ما رُويَ عن رَسولِ الله عليهِ الصَّلاةُ والسَّلام: (اتَّبعتُ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ وَهوَ راكِبٌ فوضعتُ يدي على قَدمِهِ فقُلتُ: أقرِئني يا رسولَ اللَّهِ سورةَ هودٍ، وسورةَ يوسُفَ. فقالَ: لَن تقرأَ شيئًا أبلغَ عندَ اللَّهِ من قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ، وَقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ)،[١٠] وفي رواية (ألم تر آياتٍ أُنْزِلَتِ الليلةَ لم يُرَ مثلهن قط ؟ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ وقُلْ أَعُوُذ بِرَبِّ النَّاسِ)،[١١] وفي هذه الأحاديثُ بيان فضل المُعوِّذتين، إذ يتعجَّبُ الرَّسولُ عليهِ الصَّلاة والسَّلامُ من عِظَمِ فضلِهما، فما نَزلت سورةٌ في القرآنِ الكريمِ بِمثلِ ما فيهما من المعاني والبَركات، فكانتا فَرجُ الله للمتعوِّذ بهما، ففيهما إلتجاءُ العبدِ لِربِّه وطلب الحمايةِ بهِ من جميعِ مخلوقاتِه


فرنسا تقع فرنسا في قارة أوروبا الغربية، ويبلغ عدد سكانها حوالي 66 مليون نسمة، ولغتها الرسمية هي اللغة الفرنسية، وعملتها اليورو، وشعارها الذي تتبعه هو حرية، ومساواة، وإخاء، كما تلعب دوراً مهماً في تاريخ العالم، وذلك من خلال تأثير ثقافتها، ولغتها، وقيمها العلمانية، والديمقراطية في كافة قارات العالم، بالإضافة إلى أنها تعتبر مركزاً علمياً للموضة، والثقافة، ونمط الحياة، حيث يصل عدد زوارها ما يعادل 83 مليون سائح في السنة، وذلك نظراً لكثرة معالمها السياحية، وعلى رأسها برج إيفل، وشارع الشانزلزيه، وفي هذا المقل سنعرفكم على عادات وتقاليد فرنسا المتنوعة، والمختلفة. عادات وتقاليد فرنسا عادات وتقاليد فرنسا في العلاقات العامة يفضل الفرنسيون الخصوصية، ولابد من الإشارة إلى أنّهم يمتلكون قواعد للتعامل مع الأصدقاء، والمقربين. يتميز الفرنسيون بالتهذيب في جميع معاملاتهم على اختلافها. عادات وتقاليد فرنسا في آداب الاجتماع المصافحة أحد أشكال التحية الشائعة في فرنسا. التحية بين الأصدقاء، حيث تكون بتقبيل الخدين بخفة مرة على الخد الأيمن، ومرة على الخد الأيسر. التعامل مع الأصدقاء، وأفراد الأسرة، حيث يكون بالمناداة بالاسم الأول. المتوقع عند دخول أي متجر، أو مكان قول صباح الخير أو مساء الخير (bonjour او bonsoir)، وقول (au revoir) عند المغادرة. عادات وتقاليد فرنسا عند تقديم الهدايا يجب تقديم الهدايا في أعداد فردية، وتجنب رقم 13 حيث يعبر عن الحظ السيء لديهم. يتشاءم كبار السن من ورود الأقحوان، والزنابق البيضاء لأنها تستعمل في الجنازات. يفتح الفرنسيون الهدايا فور استلامها. عادات وتقاليد فرنسا عند الذهاب إلى مطعم ارتداء الملابس الأنيقة. الوصول في الموعد المحدد لتناول الطعام، إلا أنه يقبل التأخير لمدة عشر دقائق دون الحاجة للاتصال لشرح سبب التأخير. إرسال الزهور صباح المناسبة لعرضها في المساء خاصةً إذا كان حفل العشاء في باريس. عادات وتقاليد فرنسا في آداب المائدة وضع السكين في اليد اليمنى، وتوضع الشوكة في اليد اليسرى أثناء تناول الطعام. تجنب تناول الطعام قبل قول المضيف bon appetit. وضع اليدين بشكل مرئي مع تجنب وضع المرفقين على الطاولة. تناول كل الطعام الموجود في الطبق. تجنب تقطيع الفاكهة بالسكين، أو بالشوكة. تناول الفاكهة بعد تقشيرها، وتقطيعها. تجنب الجلوس بشكل عشوائي. عادات وتقاليد فرنسا في اجتماعات العمل تحديد المواعيد المهمة قبل أسبوعين من موعدها على الأقل. تحديد المواعيد عن طريق الهاتف، أو كتابياً. تجنب جدول الاجتماعات في شهر أغسطس، ويوليو وذلك لأنّ هذه الفترة تعتبر عطلة للشركات الرسمية. تجنب المطالبة بأمور مبالغ فيها. عادات وتقاليد فرنسا في اللباس ارتداء الرجال للبدل ذات اللون الداكن. ارتداء النساء للفساتين الأنيقة ذات الألوان الناعمة، أو الملابس المناسبة للعمل. ارتداء الاكسسوارت الثمينة، وذات النوعية الجيدة


تقاليد الزواج تُعرف التقاليد بأنها الموروث الذي توارثه الأباء عن الأجداد، ثم انتقل من جيلٍ إلى جيل ليبقى محافظاً على وجوده واستمراريته في المجتمع، والتقاليد عادةً تختلف من بلدٍ لآخر، حيث يتميز كل شعب بعاداته وتقاليده الخاصة به، وهذه التقاليد لم تقتصر على جانب من الحياة دون الآخر، وإنما شملت مختلف جوانبها، وأبرزها الزواج، حيث تعد تقاليد الزواج أحد الأمور الأساسية التي تختلف بها الشعوب عن بعضها البعض، وفي كثير من الأحيان تختلف تقاليد الزواج حتى في داخل الدولة من مدينة إلى أخرى، وفي هذا المقال سنعرفكم على تقاليد الزواج في العراق. تقاليد الزواج في العراق البحث عن العروس يبحث أهل العريس عن العروس المناسبة لولدهم، وعندما يجدون الموصفات المطلوبة في بنت ما، فإنهم يذهبون إلى بيت أهلها، وذلك لرؤية العروس والتقدم لها، ثم بعدها يبدأ أهل العروس بالسؤال عن العريس، وعندما يوافق أهل العروس على العريس فإنهم يتواصلون معهم من إجل إظهار الموافقة، ثم بعد ذلك يحدد أهل العريس مع أهل العروس موعداً محدداً ليوم الشربت أو ما تعرف بالمشاية. يوم الشربت في هذا اليوم يتجمع أصدقاء العريس وأقرباؤه في بيت العريس، ثم يذهبون معاً لبيت العروس، ويستقبلهم والد العروس وأقرباؤها، وذلك استعداداً لطلب يد العروس، وطلب يدها يكون بوساطة رجل كبير في العمر من أهل العريس، وعند موافقة أهل العروس، فإن والدها يقول لأهل العريس (نتشرف بيكم)، وذلك يعني أن الموافقة على عملية الزواج تمت، وبعد ذلك تُقدم الشربات والعصائر، وفي نهاية اليوم يحدد أهل العريس وأهل العروس موعداً للخروج وشراء الذهب، إذ تخرج العروس والعريس لشراء جميع مستلزمات العرس والذهب، كما يتم تحديد المهر في هذا اليوم من أهل العريس وأهل العروس. المهر في يوم الخطوبة يأتي أهل العريس بعد العقد في المحكمة إلى بيت العروس جالبين برفقتهم الشيخ من أجل عقد القران، وعندها تكون العروس وزميلاتها في غرفة أخرى، وفي ذلك اليوم ترتدي العروس جلابية ذات لونٍ أبيض، وتضع قدميها داخل وعاء فيه زرع اليأس، ومقدار من الماء مع مسكها لبعض حبات الهال، ثم توضع صينية العطار المكوّنة من سبع مواد عطرية، وحلويات، وأكواب سكر، والشموع بجانب العروس، ويُوضع القرآن الكريم أمامها، ثم يقوم الشيخ بقول وترديد العديد من العبارات، وبعدها يرددها نفسها كل من العروسين. تُوضع قطعة من القماش الأبيض على رأس العروس، وتحملها فتاتان غير متزوجتين، ثم يأتي العريس بعدها، ويقبل رأس العروس ويلبسها الذهب، ثم تبدأ الحفلة الخاصة بالنساء، وتغير العروس وتبدل فساتين عديدة، وبعد ذلك اليوم يبدأ العريس والعروس بشراء غرفة النوم وأثاث المنزل. يوم الفرشة يذهب في هذا اليوم أهل العروس إلى بيت العريس حاملين أغراض العروس وملابسها معهم، ويفرشون غرفة النوم مع أهل العريس، كما يفرشون الفرش الأبيض على سرير العروسين، ويرشون النقود والورد عليه، كما يضعون دمية على شكل طفل على السرير؛ وذلك كي يرزق العرسان بالأطفال والذرية الصالحة، ثم بعدها تبدأ النساء بالرقص واللهو. يوم الحناء تقام عادةً الحناء في اليوم السابق ليوم الزفاف، حيث تجتمع صديقات العروس وأقرباؤها في بيتها، وترتدي العروس جلابيات عديدة، كما توضع أمامها صينية فيها الشموع والحنة والورد، وتُحنّي جدة العروس أم والدتها أو أم أبيها العريس والعروس، حيث تضع الحناء على قدمي العروس وعلى يديها، ثم توزع بعدها الحناء على المدعوين ليحنوا يديهم. يوم الزفاف يكون يوم الزفاف عادةً يوم الخميس، إذ تذهب العروس عند الكوافيرة صباحاً، وعندما تنتهي من وضع مكياجها فإنها ترتدي فستانها الأبيض، ثم يأتي العريس في الليل مع أصدقائه وأهله إلى بيت أهل العروس برفقة موسيقى الزفة والطبل العراقي، بالإضافة إلى غناء الأناشيد. الصباحية تأخذ أخوات العروس وأمها فطور العروس إلى بيتها، وهو مكون من العسل، والكيمر، والكاهي، والأجبان بأنواعها، والمربيات بأنواعها، والشاي، والعصائر، والكيك


اليابان اليابان هي إمبراطوريّة أُسِّست عام 1868م، عاصمتها مدينة طوكيو، وعملتها الرسميّة الين، ويأتي اقتصادها في المرتبة الثالثة عالمياً، كما تمتلك تأثيراً دولياً ملحوظاً؛ نظراً لتصنيفها ضمن أهمّ الدول التي تُقدّمُ القروض ورؤوس الأموال عالمياً.[١] وتُشكّل أراضي اليابان مجموعة من الجُزر التي تتبع قارة آسيا، والموجودة في الجهة الشماليّة من المحيط الهادئ مُقابلةً البرّ الآسيوي من ساحله الشرقيّ، ويتراوح بُعدها عنه بين 800كم من جهة بحر اليابان، و100كم من جهة مضيق كوريا.[٢] العادات والتقاليد في اليابان تتميّزُ اليابان بمجموعةٍ من العادات والتقاليد التي تعكس طبيعة مجتمعها، ونوعية الثقافة الخاصة به والمُكتسبة من الحياة الزراعيّة التي تُمثّل التكامل بين المجالات العامة والخاصة، ومهما كانت طبيعة المظاهر والنتائج المترتبة على الثقافة اليابانيّة سلبيّة أو إيجابيّة، إلّا أنها جميعها تعكس طبيعة الحضارة عند اليابانيين في العديد من المظاهر؛ مثل التوجهات الاجتماعيّة عندهم، وتجنّب التعبير عن مشاعرهم، والغموض في توضيح أفكارهم،[٣] وفيما يأتي مجموعة من أهمّ العادات والتقاليد التي يتميّزُ بها اليابانيّون: عادات التحيّة يُعدّ الانحناء من أشهر وأهمّ طُرق التحية في اليابان؛ فينحني اليابانيون عند التكلم في الهاتف من أجل تقديم التحية للشخص الذي يتحدثون معه في الطرف الآخر. ويُشار إلى أنّ استخدام المصافحة في التحية ليست من العادات المنتشرة في اليابان، ولكنها مقبولة عند التعامل مع الأفراد من الأجانب وبين النساء والرجال، كما أنّ اليابانيّين يتجنّبون التقبيل أو العناق أثناء تقديم التحية.[٣] دِقّة المواعيد يهتمّ اليابانيون بالزمن والوقت؛ فتُنفّذ جميع مهام ونشاطات الياباني وفقاً لجدول مرتّب ومواعيد مُحدّدة مسبقاً، ولذا فإن الوصول إلى موعدٍ ما بعد الوقت المتفق عليه يُعدّ عملاً غير لائق، وفي حال حدوث أي حادث يمنع الوصول إلى موعد الاجتماع أو اللقاء، فيجب على الشخص المُتأخر الاتصال بسرعة وتقديم الاعتذار المناسب، وتحديد وقت جديد للاجتماع أو الوصول إلى اللقاء.[٣] ثقافة الطعام تُعدّ ثقافة الطعام والغذاء من الاهتمامات الأساسيّة عند الشعب الياباني؛ حيث يعتمدون في طعامهم على تناول الحبوب مثل: الأرز، واللحوم مثل الدجاج والبقر، والكائنات البحريّة مثل الأسماك، كما يتناول اليابانيون الخضروات الموسميّة، والحليب ومشتقاته. وغالباً ما يستخدم اليابانيّون العيدان المصنوعة من الخيزران في تناول طعامهم، في حين أنهم يأكلون الوجبات السريعة والسوشي والخبز بأيديهم، كما يستخدمون أدوات المطبخ العادية كالملاعق والسكاكين عند تناولهم وجبات الطعام ذات الأصول الغربيّة. ومن عادات الطعام اليابانيّة التي تدل على حُسن التصرف حمل أطباق السلطة والشوربة والأرز باليد اليُسرى؛ حيث إنّ اليابانيين يتناولون طبق الشوربة بشكلٍ مباشر دون استخدام الملاعق.[٣] العقائد الدينيّة لا يهتم سكّان اليابان بالأمور والمعتقدات الدينيّة؛ إذ إنّ أغلبهم لا يتبعون ديناً مُحدداً، إلا أنّ الديانتين الشينتويّة والبوذية ما زالتا تنتشران بين اليابانيين، وهاتان الديانتان تُشكّلان ثقافة المجتمع في اليابان، وتُعدّ الشينتويّة ديانة يابانيّة تقليديّة، تعتمد على ممارسات روحيّة قديمة، وأثناء القرنين السابع والسادس للميلاد انتشرت الديانة البوذيّة في المجتمع الياباني نتيجةً لتأثره بالمجتمع الصيني، فتقبّلَ اليابانيون الديانة البوذيّة دون تخلّيهم عن الديانة الشينتويّة، وظلّت الديانتان تتعايشان معاً حتّى هذا اليوم.[٣] تقاليد الزواج تتميّز اليابان بتقاليد زواج خاصة بها؛ حيث يَفصِل نظام الزواج الياباني بين مُلكية الزوجة وزوجها؛ أي أنّ أملاك الزوج تبقى منفصلةً عن أملاك زوجته بعد زواجهما، ويتمّ الزواج غالباً بالاعتماد على طريقة الوساطة في الزواج؛ أي أسلوب الخاطبة في المجتمع العربيّ، ويجب على وسيطة الزواج مراعاة أمور رئيسة؛ مثل: عُمر الزوجين، والحالة الماليّة والاجتماعيّة لكلا العائلتين، أمّا تقاليد الزواج الياباني فتُطبَّق في معبد للشنتو، وتبدأ بتناول العروس وعريسها مشروب الساكي وهو المشروب المصنوع من الأرز، ويُعدّ المشروب اليابانيّ الوطني، أمّا باقي مراسم الزواج فتكون في إحدى القاعات المُتخصصة بحفلات الأفراح.[٤] تقاليد الأسرة تُمثّل الأسرة اليابانيّة نظاماً واحداً لا يقبل أي تقسيم، ولا يولي اليابانيون أيّ اهتمام لضرورة وجود رابطة دم بين الأشخاص الذين يشكّلون الأسرة، بل المهمّ هو المحافظة على استمرارها، ومن تقاليد الميراث في الأسرة اليابانيّة في حال وفاة الشخص الذي لا يملك ورَثةً لأملاكه، أنّ عليه تبنّي شخص من العائلة، ومنحه اسمه حتّى يتمكّن من الحصول على جميع حقوق الميراث؛ وذلك حفاظاً على التكامل مع التقاليد التي تهتمّ باستمرار وجود الأسرة في اليابان.[٤] تقاليد الوفاة بعد حصول عائلة الشخص المتوفي على شهادة تثبت وفاته، يصبح من الواجب عليهم الاتصال بالشخص المسؤول عن إجراءات الإعداد للجنازة وحرق المتوفي، ومن التقاليد المُتّبَعة في حالات الوفاة في اليابان ارتداء المشاركين بالعزاء الملابس ذات الألوان الداكنة، فيُفضَّل أن ترتدي السيدات اللباس الياباني التقليديّ الكيمونو باللون الأسود، وتنص العادات اليابانيّة على وجوب تقديم المُعزّين الهدايا لعائلة المتوفي، ومن العادات الأخرى المتعلّقة بطقوس الوفاة استبدال البخور بالمال الذي يوضَع داخل بطاقة، ومن ثمّ يضعها المعزي على المائدة المُخصَّصة لذلك في مدخل موقع العزاء.[٤] عادات وتقاليد يابانيّة عامة توجد مجموعة من العادات والتقاليد العامة التي تُطبَّق في المجتمع الياباني على الزائر أو السائح إدراكها والحرص على التعامل معها، والآتي معلومات عن بعضها:[٤] يتجنّب اليابانيون إظهار مشاعرهم في الأماكن العامة؛ سواءً للتعبير عن الحُزن أو الفرح، ويمكنهم التعبير عن مشاعرهم داخل منازلهم. يُعدّ التلويح باليد أو النقاش بصوت مرتفع من العادات التي تدلّ على ذوق غير سليم في المجتمع الياباني. يجب على الابنة أو السيدة وضع يدها على فمها أثناء الضحك؛ لأنّه من غير اللائق عند اليابانيين ظهور الأسنان أثناء الضحك. عند إصابة اليابانيين بالإنفلونزا أو مجرد الشكّ بأعراضها فإنّهم يحرصون على شراء غطاء للفم والأنف؛ حيث تُعدّ هذه العادة من العادات الشائعة في المجتمع الياباني، خصوصاً في فصل الشتاء. يجب تجنّب مناداة الزملاء اليابانيين في العمل أو الدراسة بأسمائهم الأولى؛ لأنّ ذلك يسبب لهم الحرج، ويجب الانتظار حتّى يسمح الشخص للمنادي أن يُنادي عليه باسمه الأول


فيتامين ج فيتامين ج هو عنصر غذائيّ حيويّ مهم لصحة الجسم، حيث يساعد على تشكّل العظام، والجلد، والأوعية الدموية، كما يحافظ على صحتها وسلامتها، ويعتبر فيتامين ج أحد المركبات العضويّة الموجودة في الكائنات الحية، فهو يحتوي على عنصر الأكسجين والكربون، كما أنّه فيتامين قابل للذّوبان في الماء ولا يخزّنه الجسم، ومن الجدير بالذّكر أنّه للحفاظ عليه بمستوى كافٍ من فيتامين ج في الجسم، فإنّ ذلك يتطلب تناول مصادره بشكل يوميّ.[١] من الجدير بالذكر أن فيتامين "ج" يلعب دوراً مهماً في أداء عدد من وظائف الجسم، ومنها: إنتاج الكولاجين، وبعض الناقلات العصبية، وكذلك إنتاج ( ل- كارنتين) (بالإنجليزيّة: L-carnitine)، وبالتالي فإنّه يساهم في عمليات أيض البروتينات، والأنشطة المضادّة للأكسدة، ممّا يقلّل خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان.[١] الأطعمة الغنيّة بفيتامين ج يوجد العديد من الأطعمة التي تحتوي على فيتامين ج وخاصة الخضار والفواكه، ومنها:[٢] البرتقال. الفراولة. عصير البندورة. فاكهة الكيوي. القرنبيط. الملفوف. الفلفل الأحمر الحلو. المكملات الغذائية الإضافية.[١][٢] الفوائد الصحيّة لفيتامين ج علاج ضغط الأعصاب يساعد فيتامين ج في علاج الضّغوطات والإجهاد، حيث يقول الطبيب مارك موياد (Mark Moyad) الحاصل على شهادة دكتور في الطب وماجستيرفي الصحة العامة من جامعة ميشيغان أنّ فيتامين ج هو أكثر العناصر الغذائيّة المفيدة للأفراد الذين يمتلكون نظاماً مناعيّاً ضعيفاً بسبب الإجهاد، ويعدّ أول المغذيّات التي يتم استنفادها لدى مدمني الكحول، والمدخنين، والأشخاص الذين يعانون من السّمنة المفرطة، ولذلك فإنّ هذا الفيتامين يُعدّ علامة مثالية للصحة العامة.[٣] علاج نزلات البرد يساعد فيتامين ج على منع حدوث مضاعفات نزلات البرد الأكثر خطورة، حيث يقول الطبيب موياد أنه يوجد العديد من الأدلة التي تبيّن قدرة فيتامين ج على محاربة نزلات البرد، ومن الجدير بالذكر أنه يمكنه أن يخفف من الإنفلونزا، ومن خطر حدوث المزيد من المضاعفات، مثل: الالتهابات الرئويّة.[٣] مكافحة الإصابة بالسكتة الدّماغية تتضارب العديد من الأبحاث المتعلّقة بقدرة فيتامين ج على مكافحة السكتة الدماغيّة، حيث أُجريَت دراسة في المجلة الأمريكية للتغذية السريرية (بالإنجليزيّة: American Journal of Clinical Nutrition) بيّنت أنّ الأشخاص الذين يمتلكون تركيزات عاليةً في الدّم من فيتامين ج، كانت نسبة خطورة الإصابة بالسكتة الدماغية لديهم أقل ب 42%، وذلك مقارنةً مع الأشخاص الذين لديهم تركيزات منخفضة في الدّم من فيتامين ج، وعلى الرغم من ذلك فإنّ السبب الرئيسي للسكتات الدماغية لم يتحدّد بعد.[٣] من الجدير بالذكر أنّ هذا الفيتامين ترتفع نسبته في الدم لدى الذين يتناولون الكثير من الفواكه والخضراوات، حيث ذكر الباحث الطبيب (Phyo K Myint) أنّ الأشخاص الذين يتناولون كميات كبيرة من الفواكه والخضروات، ليس لديهم ارتفاع في نسبة فيتامين ج في الدّم فحسب، بل أيضاً زيادة في نسبة المغذّيات الأخرى، مثل: الألياف، والمعادن، والفيتامينات الأخرى.[٣] محاربة تجاعيد البشرة يساعد فيتامين ج على التقليل من تجاعيد البشرة؛ حيث يؤثر على خلايا الجسم من الدّاخل والخارج، فبحسب دراسة نُشرت في المجلة الأمريكيّة للتغذية السريريّة (بالإنجليزية: the American Journal of Clinical Nutrition)، والتي أُجريَت على 4025 امرأةً تتراوح أعمارهنّ بين 40-74 عاماً، أنّ هنالك علاقة تربط بين المغذّيات وظهور تجاعيد الجلد، فكلّما ارتفعت نسبة فيتامين ج في الجسم، كلما قلّ ظهور التجاعيد، وقلّ جفاف الجلد، وتأخّرت علامات الشيخوخة في الظهور.[٣]


فيتامين E فيتامين E هو عبارة عن فيتامين قابل للذوبان في الدهون ويُسمّى أيضاً بفيتامين هـ، وقد أظهرت العديد من الدراسات أنّ الكثير من الناس لا يحصلون على النسبة اليومية المناسبة منه، ممّا يعرضهم لمجموعةٍ واسعةٍ من الأمراض بما فيها ضعف المناعة العامة في الجسم، وقد يؤدي نقصه في بعض الحالات للإصابة بالزهايمر وإضعاف القدرات العقلية.[١] فوائد فيتامين E يُنصح بالحصول على كمياتٍ مناسبةٍ من فيتامين E، وذلك لما يمتلكه من فوائد كثيرة للجسم، ومن هذه الفوائد ما يأتي:[٢] يعمل فيتامين E كمضادٍ للأكسدة؛ وبالتالي فإنّه يحمي الخلايا والأنسجة في الجسم من التلف. يُقاوم الجذور الحرة في الجسم، وبالتالي يزيد من عمر الخلايا ويحارب الشيخوخة وبعض الأمراض الأخرى. يُساعد الجسم على مقاومة بعض الأمراض، مثل: أمراض القلب، والشرايين، ومرض السرطان. يُساهم في إصلاح الخلايا التالفة في الجسم. أهمية فيتامين E للعيون يلعب فيتامين E دوراً كبيراً في حماية أجزاء مختلفة من العين؛ وذلك بسبب دوره الكبير كمضادٍ للأكسدة، حيثُ يحمي العين من الإصابة بإعتام عدسة العين الناتج من التعرض للأشعة فوق البنفسجية، كما أنّه يساعد في تقوية النظر وتوضيح الرؤية.[٣] أهمية فيتامين E للبشرة والشعر يفيد فيتامين E البشرة والشعر بشكلٍ كبير، ومن أهم فوائده ما يأتي:[٤] يُعالج بعض المشكلات الجلدية كحروق الشمس والتجاعيد، كما يزيد من نضارة الوجه والبشرة وحيويتها ويعمل على ترطيبها. يُحسّن صحة الشعر ممّا يُساعد في نموه ويمنع تساقطه؛ وذلك من خلال فاعليته في علاج فروة الرأس وتحسين الدورة الدموية فيها. يُعالج مشكلة تقصف الشعر. مصادر فيتامين E يمكن الحصول على فيتامين E من مصدرين، وهما كما يأتي:[١] المصادر الطبيعية لفيتامين E: التي يتمّ الحصول عليها من خلال تناول مجموعة من الخضار، أهمها: الخضراوات الخضراء، والأفوكادو، بالإضافة إلى المكسرات، وبذور القمح، والزيوت النباتية، والأسماك والمأكولات البحرية. المصادر الصناعية لفيتامين E: التي تتمثل في مجموعةٍ من المكملات الغذائية التي يتمّ الحصول عليها من الصيدليات، ولكن يُنصح بالاعتماد على المصادر الطبيعية بدلاً من الصناعية؛ وذلك لتجنب أيّ تأثيراتٍ سلبية قد تحدث على المدى البعيد من الاستخدام، كما يجب استشارة الطبيب المختص قبل إدخال المكملات الغذائية إلى النظام الغذائي


المعادن تعدّ المعادن من المغذيات الدقيقة (بالإنجليزية: Micronutrients) التي لا يستطيع الجسم تصنيعها، ولا يمكن اعتبارها مصدراً للطاقة، ويمكن تقسيم المعادن إلى فئتين، فالفئة الأولى تسمى بالمعادن الكبرى (بالإنجليزية: Major minerals)، وتشمل كلّاً من الصوديوم، والبوتاسيوم، والمغنيسيوم، والكالسيوم، والفوسفور، والكلوريد، والكبريت، أما الفئة الثانية فهي فئة المعادن الصغرى (بالإنجليزية: Trace mineral)، وتشتمل على معادن الحديد، والنحاس، واليود، والمنغنيز، والموليبدينوم، والزنك، والسلينيوم، والفلورايد، والكروم، وتلعب المعادن دوراً مهمّاً في جسم الإنسان، إلّا أنّه يمكن القول إنّ لها ثلاث وظائف أساسية في الجسم، وهي المساعدة على بناء عظام وأسنان قوية، والتحكم في كمية السوائل داخل وخارج الخلايا، إضافة إلى تحويل الطعام الذي يتمّ تناوله إلى طاقة ليتمكن الجسم من استخدامها.[١] ما هو الزنك يعدّ الزنك من المعادن الصغرى الأساسية لجسم الإنسان، ويتمّ العثور عليه طبيعياً ضمن العديد من أصناف الطعام، كما يمكن استهلاكه عن طريق تناول مكمّلاته الغذائية، ويعتبر عنصراً مهمّاً لجسم الإنسان، فهو يدخل في وظائف أكثر من 100 إنزيم، ومن الجدير بالذكر أنّ نقص الزنك قد يزيد من خطر إصابة الإنسان بالعديد من الأمراض والمشاكل الصحيّة، وخصوصاً عند الأطفال؛ حيث إنّ إصابة الأطفال بنقص الزنك قد يسبب مشاكل في النمو، ويزيد من خطر الإصابة بالعدوى، وتجدر الإشارة إلى أنّ الاحتياجات اليومية من عنصر الزنك تزيد خلال فترة الحمل.[٢] فوائد الزنك يوفر معدن الزنك العديد من الفوائد الصحية لجسم الإنسان، وخاصّةً في المراحل المبكرة من عمر الإنسان، ومن هذه الفوائد:[٣][٢] تنشيط الخلايا الليمفاوية التائية (بالإنجليزية: T lymphocytes). التقليل من خطر الإصابة بالإسهال؛ فقد وجدت إحدى الدراسات أنّ تناول مكملات الزنك لمدة عشرة أيام يقلل من مدة الإسهال وشدته بين الأطفال الذين يعانون من نقص التغذية أو نقص الزنك. تنظيم كيفية اتصال الخلايا العصبية ببعضها البعض، مما يزيد من قدرات التعلم والذاكرة. المحافظة على صحة البشرة وسلامتها، كما أنّه يساعد على التئام الجروح، لذلك يتمّ اعتماده في بعض منتجات العناية بالبشرة، أو تلك التي تساعد على علاج تهيجات الجلد. التقليل من مخاطر الإصابة بالأمراض المزمنة المرتبطة بالعمر، كالأمراض الالتهابية، وذلك لأنّ الزنك له دورٌ مهمٌّ في وظائف جهاز المناعة. التقليل من خطر الإصابة التنكّس البقعي المرتبط بالعمر (بالإنجليزية: Age-related macular degeneration)، وذلك لأنّه يقي خلايا الشبكية من الضرر. تحسين أعراض الاضطراب الوراثي المعروف باسم داء ويلسون (بالإنجليزية: Wilson’s disease). علاج حبّ الشباب؛ حيث إنّه يستخدم في بعض المنتجات الخاصة بعلاج حبّ الشباب. يساعد على زيادة الوزن، خاصة بين من يعانون من فقدان الشهية، كما أنّه قد يلعب دوراً في التحسين من أعراض الاكتئاب التي تصاحب ذلك. مصادر الزنك يتوفر الزنك في المصادر الحيوانية، أكثر منه في المصادر النباتية، ولذلك يُنصح الأشخاص الذين يتبعون حميةً غذائيةً نباتيةً بمضاعفة تناولهم لمصادره، ومن أهمها:[٢][٤] الفاصولياء. البازيلاء. اللحوم الحمراء كلحم البقر، ولحم الضأن، والكبد. المأكولات البحرية كالأسماك، وبعض أنواع المحار، والسلطعون، والكركند، والسردين. منتجات الألبان الجوز الأمريكي. الفول السوداني. جنين القمح. نقص الزنك يمكن القول إنّ نقص الزنك يحدث عندما لا تكون كميات الزنك في جسمه الإنسان كافيةً لاحتياجاته، وقد يحدث ذلك لعدّة أسباب، ومنها عدم الحصول على الكميات الكافية من الزنك عن طريق النظام الغذائي، أو نتيجة سوء امتصاصه، وقد يحدث هذا النقص نتيجة الإصابة بأمراض مزمنة، مثل مرض السكري، أو فقر الدم المنجلي، أو التهاب القولون التقرحي، وغيرها من الأمراض، ويتم تشخيص الإصابة بنقص الزنك عن طريق فحص الدم، أو فحص البول، أو فحوصات أخرى، ويوصى المصاب بنقص الزنك بتغيير النظام الغذائي، بحيث يشمل الأطعمة الغنية بالزنك، وقد يصف له الطبيب مكملات الزنك الغذائية بناءً على حالته. ومن الجدير بالذكر أنّ هناك بعض الأعراض التي قد تظهر على الأشخاص المصابين بنقصٍ في الزنك، ومن هذه الأعراض:[٥][٦] فقدان الشهية. ضعف وظائف المناعة. الإصابة بالإسهال. تساقط الشعر. سوء التئام الجروح. فقدان الوزن غير المبرر. الآثار الجانبية للزنك يمكن القول إنّ تناول ما مقداره 40 ملغرام من الزنك يمكن أن يكون آمناً، إلّا أنّ هناك بعض المخاوف من أنّ الجرعة التي تتجاوز 40 ملغرام قد تقلل من امتصاص النحاس في الجسم، مما قد يسبب فقر الدم، كما يُحذّر من استخدام بخاخات الأنف التي تحتوي على الزنك، وذلك لأنّها قد تؤدي إلى خسارة حاسة الشم بشكلٍ دائم، وقد يسبب الإفراط في تناول الزنك بعض الأعراض والمشاكل الخطيرة لجسم الإنسان، ونذكر منها:[٣] الحمى. السعال (بالإنجليزية: Coughing). آلام المعدة. التعب والإرهاق. زيادة خطر الإصابة بسرطان البروستاتا (بالإنجليزية: Prostate Cancer)، وذلك عند تناول أكثر من 100 ملغرام يومياً لفترةٍ تزيد عن عشر سنوات. التسبب بالوفاة عند تناول جرعة واحدة من الزنك بمقدار 10-30 غرام. الكميات الموصى بها من الزنك يوضح الجدول التالي الكميات اليومية المسموحة والموصى بها من عنصر الزنك، والتي وزعت بناءً على العمر:[٢][٣] الفئة الاحتياجات اليومية (ملغرام) 7 أشهر-3 سنوات 3 4-8 سنوات 5 9-13 سنة 8 الإناث 14-18 سنة 9 الذكور 14 سنة فما فوق 11 الإناث 19 سنة فما فوق 8 الحامل 14-18 سنة 13 الحامل 19 سنة فما فوق 11 المرضع من 14 إلى 18 سنة 14 المرضع 19 سنة فما فوق 12


الإمساك والحمل يُعرّف إمساك الحمل على أنّه إخراج المرأة الحامل لأقلّ من ثلاث مرات في الأسبوع، ويُعتبر الإمساك من المشاكل الشائعة خلال الحمل، فهناك أربعة من بين كل عشرة حوامل يُعانين من الإمساك في لحظةٍ ما خلال حملهنّ، ويجدر بالذكر أنّ النساء الحوامل قد يُعانين من الإمساك خلال أيّ وقتٍ من الحمل بما في ذلك الثلث الأول، ويُعزى حدوث الإمساك خلال الحمل لسبَبين رئيسيّين، أمّا أولهما: فيُعزى لهرمون البروجستيرون (بالإنجليزية: Progesterone) الذي يرتفع بشكلٍ جليّ خلال الحمل مُسبّباً بطء انتقال الطعام خلال الجهاز الهضميّ، وهذا ما يتسبب بمعاناة الحامل من الإمساك، أمّا السبب الثاني فغالباً ما يُفسّر بتناول الحامل مكمّلات الحديد أو بعض المكملات والفيتامينات الأخرى التي تُصرف أثناء الحمل، إلى جانب ذلك بيّن بعض الباحثين أنّ المراحل المتقدمة من الحمل التي ينمو فيها الجنين بشكلٍ كبير فيُحدث وزنه ضغطاً على مستقيم الأم ممّا يتسبّب بإبطاء حركة الأمعاء، وبالتالي المعاناة من الإمساك.[١][٢] علاج الإمساك في الحمل العلاجات المنزلية في الحقيقة هناك العديد من النصائح التي يمكن للحامل اتباعها لتجنّب حدوث الإمساك ومعالجته في حال المعاناة منه، نذكر منها ما يأتي:[٣] الإكثار من تناول الألياف، فإلى جانب غناها بالفيتامينات ومضادات الأكسدة، يُعتبر تناولها من أفضل الطرق لتجنب حدوث الإمساك وعلاجه كذلك، ويُنصح بتناول ما يُقارب 25-30 غراماً من الألياف بشكلٍ يوميّ للمساعدة على تحقيق حملٍ صحيّ، ومن مصادر الألياف التي يُنصح بتناولها الفواكه والخضروات الطازجة مثل الخوخ والبازلاء، والخبز المحتوي على الحبوب الكاملة. الحرص على تناول كميات كبيرة من الماء، وقد قدّر الباحثون ذلك بمضاعفة حجم الماء المُتناول في العادة، أي بما يُعادل ثمانية أكواب. تقسيم وجبات الطعام إلى خمس أو ستّ وجبات صغيرة لتخفيف العبء على المعدة، وبذلك تُعطى المعدة الوقت الكافي لهضم الطعام إلى جانب تمكينها من تمرير الطعام بسهولة ويُسرٍ إلى الأمعاء الدقيقة والقولون. ممارسة التمارين الرياضية وبذل الجهد البدنيّ، وتُنصح الحوامل بالقيام بممارسة التمارين الرياضية لما يُقارب 20-30 دقيقة ثلاث مرات في الأسبوع، ومن أنواع الرياضة التي تُنصح بها اليوغا، والمشي، والسباحة، ولكن تجدر الإشارة إلى ضرورة سؤال الطبيب المختص حول طبيعة الرياضة الملائمة للحامل وجنينها قبل القيام بذلك، في الحقيقة إنّ الهدف الأساسيّ لممارسة التمارين الرياضية في حالات المعاناة من الإمساك هو تحفيز حركة الأمعاء. العلاجات الدوائية تكمن طبيعة العلاجات الدوائية المستعملة في السيطرة على الإمساك عامة باستعمال المُليّنات (بالإنجليزية: Laxatives)، وبما يتعلّق باستعمال المُليّنات خلال فترة الحمل، فمع الأسف لم تكن الدراسات المُجراة كافية لتعميم نتائجها حول أمانها على الجنين، ولكن بمتابعة النساء الحوامل اللاتي تلقَّين المُليّنات خلال الحمل، لم تُعاني أجنّتهنّ من أية مشاكل أو اختلالات، ولكن هذا لا يمنع ضرورة التنبيه إلى عدم استعمال المُليّنات لفترة طويلة من الزمن لما قد يُسفر عن ذلك معاناة المرأة من الجفاف، وفقدها للكثير من الأملاح والمعادن المهمة في الجسم، وفيما يأتي مزيد من التفاصيل حول استعمال بعض أنواع المُليّنات خلال الحمل:[٤] الملينات الكتلوية: (بالإنجليزية: Bulk-forming laxatives)، تقوم هذه الملينات بزيادة حجم البراز دون أن يتم امتصاصها إلى مجرى الدم، وبهذا تُسهّل عملية إخراج البراز، ومن الأمثلة عليها ميثيل السليولوز (بالإنجليزية: Methylcellulose) والبوهن (بالإنجليزية: Sterculia). اللاكتولوز: (بالإنجليزية: Lactulose)، ويُعتبر من أنواع السكريّات، ولكنّه لا يُهضم وإنّما يقوم بسحب الماء إلى الأمعاء، مُسبّباً سهولة حركتها، وتجدر الإشارة إلى أنّ المصنّع قد بيّن جواز استعماله في الحمل عند الضرورة. ماكروغول: (بالإنجليزية: Macrogol)، ويقوم هذا الدواء بزيادة كمية الماء في البراز، وبالتالي المساعدة على عملية الإخراج. تحاميل الجلسرين: (بالإنجليزية: Glycerin suppositories)، وتعمل هذه التحاميل على تنشيط الأمعاء، وتُستعمل في الحالات الشديدة من الإمساك. بيساكوديل: (بالإنجليزية: Bisacodyl)، ويعمل هذا النوع من المُليّنات على تحفيز الأمعاء وزيادة محتوى البراز من الماء. السِنّا: (بالإنجليزية: Senna)، وتعمل على تحفيز عضلات الأمعاء، للمساعدة على تخليص الجسم من الفضلات، ومن الجدير بالذكر أنّ هناك بعض الدراسات التي أُجريت على استعمال السنّا خلال الحمل لعلاج مشكلة الإمساك، وقد كانت الدراسة مُجراةً على نساءٍ استعملنها خلال الأسابيع الأول من الحمل، وبشكل أكثر دقة خلال أول اثني عشر أسبوعاً من الحمل، وقد أسفرت النتائج عن عدم معاناة الأجنّة المولودة لهذه النساء من أية مشاكل أو اختلالات مقارنةً بالنساء اللاتي لم يستعملن السنّا خلال الحمل. دوكوسات الصوديوم: (بالإنجليزية: Docusate sodium)، ويعمل أيضاً على تحفيز حركة الأمعاء، وتجدر الإشارة إلى أنّ هناك ثلاث دراسات أُجريت حول استعماله في النساء الحوامل في الفترة الممتدة ما بين الأسبوع الأول والثاني عشر من الحمل، وقد أسفرت النتائج عن خلوّ أجنّة هؤلاء النساء من أية اضطرابات أو مشاكل مقارنةً بالنساء اللاتي لم يستعملن هذا النوع من المُليّنات. بيكوسلفات الصوديوم: (بالإنجليزية: Sodium picosulfate)، ويُعتبر أيضاً هذا النوع من المُليّنات التي تعمل على تحفيز الأمعاء وبالتالي تسهيل خروج البراز. لينكالوتيد: (بالإنجليزية: Linaclotide)، إضافة إلى استعمال هذا النوع من المُليّنات في علاج متلازمة القولون العصبيّ (بالإنجليزية: Irritable Bowel Syndrome)، يُستعمل هذا النوع من المُليّنات أيضاً في حالات الإمساك في الحمل، ويُعتبر مُحفّزاً للأمعاء وبالتالي تسهيل حركتها. لوبيبروستون: (بالإنجليزية: Lubiprostone)، ويتسبب بتزليق محتويات الأمعاء وبالتالي تسهيل إخراج البراز. بروكالوبرايد: (بالإنجليزية: Prucalopride)، وعمل هذا المُليّن على تحفيز حركة الأمعاء أيضاً


الغازات أثناء الحمل يُعدّ ارتفاع نسبة الغازات في البطن عند المرأة من الأعراض الشائعة أثناء الحمل، ويعود ذلك إلى العديد من الأسباب المختلفة، لعلّ أهمّها ارتفاع نسبة هرمون البروجسترون (بالإنجليزية: Progesterone)، الذي يقوم بدوره على إرخاء العضلات والأربطة في الحوض وباقي أنحاء الجسم، ويؤدي ارتخاء عضلات الأمعاء إلى بطء حركتها، ممّا ينتج عنه بقاء الأكل لفترات أطول في الأمعاء وإنتاج الغازات بكميّات أكبر، ويؤدي تجمّع هذه الغازات في البطن إلى الشعور بالانتفاخ، وزيادة التجشؤ، وإطلاق الريح، كما يؤدي التقدّم في الحمل إلى زيادة حجم الرحم والضغط على منطقة البطن، ممّا يتسبّب أيضاً بزيادة بطء حركة الامعاء وزيادة إنتاج الغازات، ومن الجدير بالذكر أنّ بعض أنواع الفيتامينات التي تتناولها الأم الحامل قد تزيد من فرصة تشكّل الغازات أيضاً، خصوصاً المكمّلات الغذائيّة التي تحتوي على الحديد.[١][٢] الوقاية من الغازات أثناء الحمل لا يمكن منع تشكّل غازات البطن بشكلٍ نهائيّ أثناء الحمل، ولكن يمكن التخفيف من هذه الغازات والسيطرة عليها من خلال اتّباع بعض النصائح المختلفة، نذكر منها ما يلي:[١][٣] شرب كميّات كبيرة من الماء لمنع حدوث الإمساك، والمساعدة على تسهيل حركة الأمعاء، ومنع حدوث الجفاف أثناء الحمل. تجنّب تناول الأطعمة المقليّة والدهنيّة، بسبب الوقت الطويل التي تحتاجه للهضم. تجنّب تناول المشروبات السكريّة قدر الاستطاع. تجنّب الشرب باستخدام المصّاصة، ومحاولة الشرب من الكأس بشكلٍ مباشر للتخفيف من نسبة ابتلاع الهواء. الجلوس بشكلٍ مستقيم بعد الانتهاء من الشرب للمساعدة على هضم الطعام وحركة الطعام في الأمعاء. محاولة استبدال الوجبات الكبيرة بعدّة وجبات صغيرة موزّعة على فترات متباعدة خلال اليوم. القيام ببعض التمارين الرياضيّة الخفيفة أو المشي بعد الأكل للمساعدة على تحرير الغازات. تجنّب تناول المحليات الصناعيّة. تجنّب ارتداء الملابس الضيّقة خصوصاً في منطقة الخصر. محاولة الأكل ببطء ومضغ الطعام بشكلٍ جيد، حيثُ يُعدّ المضغ الجيد للطعام أحد أفضل طرق التخفيف من غازات البطن. علاج الغازات أثناء الحمل كما تمّ ذكره سابقاً فإنّ نسبة تشكّل غازات البطن تزداد مع تقدّم الحمل، وقد تصبح مؤلمة أو مزعجة في بعض الحالات، ويمكن التخفيف من غازات البطن أثناء الحمل من خلال اتّباع بعض العلاجات المنزليّة واتّباع بعض النصائح المختلفة، وفي ما يلي بيان لبعض طرق تخفيف غازات البطن أثناء الحمل:[٢] الحدّ من الأطعمة التي تسبّب الغازات: توجد العديد من الأطعمة التي تزيد من نسبة تشكّل الغازات في البطن، ويمكن من خلال تجنّب تناول هذه الأطعمة التخفيف من نسبة تشكّل الغازات، ويمكن تحديد الأطعمة التي تزيد من تشكّل الغازات من خلال مراقبة النظام الغذائيّ لمعرفة هذه الأطعمة وتجنّبها، ومن الأطعمة التي تزيد من تشكّل غازات البطن، البطاطا، والبروكلي، والقمح، والملفوف، والقرنبيط، وغيرها من الأطعمة، وتجدر الإشارة إلى ضرورة الحصول على نظام غذائيّ متكامل أثناء الحمل. تناول الوجبات الغنيّة بالألياف: حيثُ تساعد الألياف على تجمّع الماء في الأمعاء ممّا يسهل من حركة الأمعاء ويساعد على التخلّص من الغازات، ومن الأطعمة الغنيّة بالألياف، الخضروات، والحبوب، والفواكه مثل الموز، والتين، وفي حال عدم القدرة على تناول الأطعمة الغنيّة بالألياف يمكن الحصول على الألياف من المكملات الغذائيّة بعد استشارة الطبيب. استخدام الأدوية المليّنة: يمكن تناول أدوية الدوكوسات (بالإنجليزية: Docusate) للمساعدة على التخفيف من غازات البطن، حيثُ تساعد هذه الأدوية على تسهيل حركة البراز ممّا يخفف من مشكلة الغازات، وتجدر الإشارة إلى ضرورة تجنّب تناول بعض أنواع المليّنات بسبب تأثيرها السلبي على الحمل في بعض الحالات، لذلك تجدر استشارة الطبيب حول نوع الدواء المليّن المناسب. تجنّب التوتّر: يساهم التوتّر والقلق في زيادة نسبة تشكّل الغازات في البطن بسبب زيادة دخول الهواء إلى البطن، لذلك يساعد الاسترخاء والتخلّص من التوتّر والقلق على تخفيف نسبة تشكّل الغازات في البطن أثناء الحمل. شرب كميّات كافية من السوائل: حيثُ تساعد السوائل على تسهيل حركة الأمعاء والتخفيف من غازات البطن، وعلى الرغم أنّ الماء يُعتبر أحد أفضل السوائل أثناء الحمل، يمكن تناول أنواع السوائل الأخرى مثل العصائر مع محاولة تجنّب تناول كميّات كبيرة من العصائر السكريّة. ممارسة التمارين الرياضيّة: يساعد القيام بالتمارين الرياضيّة بشكلٍ منتظم بما لا يقلّ عن 30 دقيقة في اليوم، أو استبداله بالمشي، حيثُ تساعد التمارين الرياضيّة على تسهيل حركة الأمعاء والمساعدة على التخلّص من الغازات والإمساك، كما تساعد على التخفيف من التوتر، وتجدر الإشارة إلى ضرورة استشارة الطبيب قبل البدء بممارسة بعض التمارين الرياضيّة للتأكد من عدم تأثيرها في سلامة الحمل. مراجعة الطبيب قد تدلّ غازات البطن على وجود مشكلة صحيّة تستدعي التدخّل الطبيّ في بعض الحالات، وتجدر مراجعة الطبيب في حال مصاحبة الغازات للشعور بألم شديد في الأمعاء لمدّة تزيد عن ثلاثين دقيقة، أو في حال الإصابة بالإمساك لمدّة تزيد عن أسبوع كامل، وقد يقوم الطبيب ببعض الاختبارات التشخيصيّة للكشف عن سبب الغازات مثل اختبارات تحليل الدم، أو القيام ببعض الاختبارات التصويريّة المختلفة، ويمكن من خلال هذه الاختبارات الكشف عن وجود أي مشكلة صحيّة في الجهاز الهضميّ مثل الإصابة بأحد الأمراض الالتهابيّة، وتجدر مراجعة الطبيب أيضاً في حال ظهور أحد الأعراض التالية:[٢][١] الإصابة بفقر الدم (بالإنجليزية: Anemia). المعاناة من الحمّى. الإصابة بالإسهال بشكل متكرّر. خروج دم مع البراز. فقدان الوزن بشكل غير مبرّر


الحمل وتغيّراته يمر جسم المرأة بالعديد من التغيّرات خلال فترة الحمل خاصة خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل، وقد تكون هذه التّغيرات مُخيفة ومقلقة بالنّسبة للمرأة. وغالباً ما يكون غياب الدورة الشهرية العلامة الأولى لوجود حمل، ويوجد أعراض، وعلامات، وتغيّرات أخرى قد تظهر وتدل على حدوث الحمل، كالتقلّصات الخفيفة، أو النزف الخفيف، أو الشعور بالتّعب الشديد، أو المعاناة من غثيان الصباح (بالإنجليزية: Morning sickness)، أو تكرار التّبول، أو الدوخة، أو حرقة المعدة (بالإنجليزية: Heartburn)، أو الإمساك، أو التّغيّرات العاطفية، أو تلك التي تطرأ على الجلد، والثدي، والمهبل.[١] التبول المتكرر والحمل يُعتبر التبول المُتكرر أحد أكثر الأعراض التي تُعاني منها المرأة في وقت مُبكر من الحمل، ويُعزى حدوث هذه الحالة إلى هرمون موجهة الغدد التناسلية المشيمائية البشرِيّة (بالإنجليزية: Human chorionic gonadotropin) واختصاراً (HCG) المعروف بهرمون الحمل، الذي يتمّ إنتاجه مع تطور الجنين بعد حدوث الحمل، وهو الهرمون الذي يتمّ الكشف عنه عند إجراء اختبار الحمل. ويُساهم هرمون (HCG) في زيادة تدفق الدم إلى منطقة الحوض حيث توجد الكلى والمثانة وهذا ما يجعل المرأة الحامل مضطرة لدخول الحمّام كل ساعة أو ساعتين خاصة خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل.[٢] قد تُعاني العديد من النّساء الحوامل من التبول المُتكرر في الأشهر الثلاثة الأخيرة من الحمل أيضاً، ويُعزى حدوث هذا إلى الضغط الذي يُحدِثه رأس الطفل على المثانة، بالإضافة إلى احتمالية حدوث سلس في البول (بالإنجليزية: Urinary incontinence) وتتمثل هذه الحالة بنزول بضع قطرات من البول عند السعال، أو العطاس، أو الضحك. وهنا يقتضي التنبيه إلى أنّ التبول المُتكرر قد يكون دلالة على الإصابة بعدوى المسالك البولية (بالإنجليزية: Urinary tract infection)، ويُعتبر هذا النّوع من العدوى شائعاً في فترة الحمل ويُمكن الكشف عن الإصابة به من خلال أخذ عينة بول من المرأة وإخضاعها للفحص المخبري، وقد يُصاحب هذه الحالة مجموعة من الأعراض إلى جانب التبول المتكرر، كحرقة البول، وظهور الدم مع البول، وتقلصات البطن، وآلام الظهر، والشعور بالحاجة للتبول في حين أنّه لا يخرج إلّا القليل من البول أو حتى لا يخرج شيء.[٢] يُمكن القول بأنّ التبول المُتكرر أمر شائع الحدوث أثناء الحمل خاصة خلال الأشهر الثلاثة الأولى وقرب نهاية الأشهر الثلاثة الأخيرة من الحمل، ولكن إذا صاحب هذه الحالة حرقة البول، أو عدم الراحة في البطن، أو آلام في الظهر، أو حُمى فإنّ الأمر يتطلب مراجعة الطبيب.[٢] علاج التبول المتكرر عند الحامل في الحقيقة لا يُمكن للمرأة الحامل التّخلص بشكل تامّ من مشكلة تكرار التبول في أثناء الحمل، ويجدر بها التّحلي بالصبر، ولا توجد أي شروط فيما يتعلّق بالحدّ من كمية المياه للتّغلب على حالة التبول المتكرر بل يجب عليها تناول حاجتها اليومية من المياه أي بمعدل ثمانية أكواب من الماء يومياً. تجدر الإشارة إلى أنّ نقص السوائل في جسم المرأة الحامل قد يزيد من احتمالية إصابتها بعدوى الجهاز البولي. يُنصح بتقليل كمية الشاي والقهوة التي تشربها المرأة الحامل يومياً إذ إنّ ذلك يُقلل عدد حوافز التبول نظراً لاحتواء هذه المشروبات على الكافيين الذي يمتاز بخصائصه المُدرة للبول. يُنصح ايضاً بشرب المزيد من المياه المعدنية بدون غازات بدلاً من تناول المُنبهات سابقة الذكر. في الحقيقة يُنصح بشرب الماء النّقي أثناء الصباح ووقت النهار إذ إنّ شرب الماء مساءً قد يؤدي إلى انتفاخ الوجه، واليدين، والقدمين في صباح اليوم التالي.[٣] التبول المتكرر لدى النّساء يُعتبر التبول المُتكرر احد الحالات التي قد تُعاني منها النساء بشكل عام ولا يقتصر الأمر على المرأة الحامل فقط، وبما أنّ المعدل الطبيعي لعدد مرات التبول يتراوح بين ست إلى ثماني مرات في اليوم الواحد فيُمكن القول بأنّ المرأة تُعاني من البول المُتكرر إذا كان عدد مرات التبول لديها قد تجاوز الثماني مرات. يُعزى حدوث التبول المُتكرر لدى النّساء إلى العديد من العوامل والأسباب، نذكر منها ما يلي:[٤] شرب كميات كبيرة من السوائل، خاصة تلك المعروفة بقدرتها على زيادة إنتاج البول أو تهيّج المثانة، ومن الأمثلة عليها القهوة، والشاي، وبعض المشروبات الغازية. الإصابة بحصى المثانة أو عدوى المسالك البولية. مرض السّكري. التهاب المثانة الخلالي (بالإنجليزية: Interstitial cystitis). انخفاض مستويات هرمون الإستروجين (بالإنجليزية: Estrogen). فرط نشاط المثانة (بالإنجليزية: Overactive bladder). ضعف أجهزة قاع الحوض. تلف الأعصاب في المثانة. عوامل الخطورة يوجد العديد من عوامل الخطورة التي تزيد من احتمالية حدوث التبول المتكرر لدى النّساء، نذكر منها ما يلي:[٤] السمنة، إذ إنّ الوزن الزائد يُشكل ضغطاً إضافياً على المثانة وهذا بحدّ ذاته قد يُضعف عضلات قاع الحوض ويجعل الحاجة إلى التبول مُتكررة. الحمل، وقد ذكرنا سابقاً أسباب ذلك، تجدر الإشارة إلى أنّ ما نسبته 41.25% من النّساء يُعانين من التبول المُتكرر في فترة الحمل. انقطاع الطمث (بالإنجليزية: Menopause)، إذ إنّ عدم حدوث الدورة الشهرية يوقف الجسم عن صناعة هرمون الإستروجين وهذا بحدّ ذاته يؤثر على بطانة المثانة والإحليل وقد يولّد الحاجة للتبول بشكل متكرر لدى المرأة. الولادة المهبلية في السابق، إذ إنّ الولادة المهبلية من شأنها إضعاف عضلات قاع الحوض المسؤولة عن تثبيت المثانة في موقعها

alshamelnews

{picture#https://1.bp.blogspot.com/-XSB6eD5uNZY/XzOtz8Qxd3I/AAAAAAAAAxc/qAiFhWAjygI5p1u3Y05HD9F4bK_J8wSfgCLcBGAsYHQ/s0/%25D8%25B4%25D8%25A7%25D9%2585%25D9%2584.jpg} اعجبك المقال يرجى مشاركة الموضوع لتعم الفائدة
يتم التشغيل بواسطة Blogger.