التنمية البشريّة حظيت الموارد البشريّة باهتمامٍ كبيرٍ من قِبل العديد من الجهات، مثل المنظمات الدوليّة، والشركات، والإدارات، والمؤسسات الحكوميّة منها والخاصّة في العصر الراهن، وذلك لما لهذه الموارد من دورٍ مهمٍّ، وتأثيرٍ كبيرٍ على نجاح وتقدّم تلك الجهات المختلفة؛ فهي تؤثّر على مستوى الإنتاج لديها، ومستقبل عملها، واستقرار أوضاعها، وديمومتها، من هنا جاء الاهتمام والعمل على التنمية البشرية التي هي المورد الرئيسيّ لها.[١] تعريف التنمية البشريّة عرّفت الأُمَم المتحدة التنمية البشريّة بأنّها العمليّة التي توسّع خيارات الناس، وذلك عن طريق توسعة القدرات البشريّة للأمم في كافة مستويات التنمية، والقدرات التي يحتاجها الإنسان لتنميته ثلاث، وهي:[٢] أن يعيش حياةً مديدةً وصحيّةً. أن تُوفَّر له المعرفة التي يحتاجها. أن يتمتّع بمستوىً لائقٍ من الحياة. أهداف التنمية البشريّة للتنمية البشرية العديد من الأهداف، منها ما يأتي:[٢][٣] تنمية المعرفة والمهارات المكتسبة؛ وذلك من خلال دعم نظام التعليم الأساسيّ، بالإضافة إلى تدريب الشباب مهنياً، ومساعدتهم على اكتساب بعضٍ من مهارات العمل الضروريّة. العيش في بيئةٍ صحيّةٍ؛ ويتحقّق ذلك بتقديم خدماتٍ صحيّةٍ أساسيّةٍ يحتاجها الإنسان، وتوفير مرافق الرعاية الصحيّة، والخدمات الوقائيّة والطبيّة، والرعاية المختصّة بكلّ مرحلةٍ من مراحل حياة الإنسان العمريّة. توفير المستوى الجيد اللائق من المعيشة للإنسان؛ عن طريق تقديم خدمات الحماية الاجتماعيّة للأفراد، وخاصّة الفقراء منهم، وتقديم الإعانات الغذائيّة والنقديّة التي تحتاجها الأُسر الأشدّ فقراً، وكذلك توفير المساكن لمن يحتاجها، ومن الطرق التي تُساعد على رفع مستوى المعيشة: تقديم قروضٍ صغيرةٍ لمن يحتاج إلى عملٍ؛ لتُدِرّ عليه الدّخل الذي يُؤمّن له كفايته، ويسدّ حاجته. تمتّع الإنسان بأقصى درجات الحقوق التي يمكن توفيرها، ومنع جميع أنواع الإساءات التي قد يتعرّض لها، والبحث عن الأسباب التي تكون وراء حدوث أي اعتداء على الإنسان ، وانتهاك لحقوقه . تحسين مستوى أداء الفرد، فإذا كان الفرد جديداً في عملٍ ما، يتمّ تدريبه على إتقان عمله وكيفيّة إنجازه بكفاءة، أمّا إذا كان الفرد من الأشخاص الذين لديهم خبرةٌ في العمل، فتتمّ تنمية ما لديه من خبرات. تقليل حوادث العمل قدر الإمكان؛ إذ يعود سببها إلى عدم وجود الكفاءة لدى الأفراد، وبتدريب هؤلاء الأفراد يقلّ تكرار الحوادث معهم. النموّ والارتقاء الشخصيّ، الذي يتمثل بتحسين ثقة الفرد بنفسه، وشعورهِ بكفاءته الذاتيّة، وتحسين صورته عن ذاته . تحسين المستوى الاجتماعيّ، ممّا يضمن للأفراد فرصاً أفضل للعمل، وكسب أجورٍ أعلى، والشعور بأهميّتهم في المجتمع. رفع المعنويات لدى الأفراد؛ فإذا تحسّنت المهارات لديهم وارتفع مستواها وزادت المعرفة، فإنّ ثقة الأفراد بأنفسهم سترتفع، ويزداد استقرارهم النفسيّ، وترتفع روحهم المعنويّة. وهناك أهدافٌ أخرى تتحقق ضمن أهداف التنمية البشريّة، مثل: الأهداف الإداريّة: تشمل تخفيف العبء عن المُشرفين؛ فعمليّة الإشراف والمتابعة تحتاج إلى وقتٍ كبير، بينما بوجود كوادر مُدرَّبة وذات مهارة عالية، تصبح العمليّة أسهل، وتأخذ وقتاً أقلّ، وبتدريب الموارد البشريّة وتنميتها يمكن العمل على المبدأ الذي يقول: (الرجل المناسب في المكان المناسب)، حيث يتمّ تطبيق هذا المبدأ بعد اكتشاف الكفاءات والمهارات لدى كل فرد في العمل. الأهداف الإجرائيّة: تعني الاستخدام الأمثل للموارد المُتاحة، وذلك باستغلال ما لدى الأفراد من مهارات مُكتسبة، وتتحقق الأهداف الإجرائيّة أيضاً بوجود التوافق الدائم والمستمرّ بين ما يمتلكه العاملون من مهاراتٍ وقدراتٍ، وما يحدث من تغيّرات مستمرة في بيئة العمل، ومتطلّباتهِ العديدة. أهميّة التنمية البشريّة للتنمية البشريّة أهميّة كبيرة في مجالات الأعمال والصناعات، منها:[٤] إنّ الأفراد عند التحاقهم بعملٍ جديد، يكونون بحاجةٍ إلى دورات تدريبيّة خاصة؛ للقيام بمهامّ الوظائف الجديدة التي أشغلوها. إنّ الوظائف والأعمال في تغير مستمرّ، وبعض الأفراد ينتقلون من عملٍ إلى آخر، فلا يؤدّون عملاً واحداً، لذلك يكون من الضروري إعادة تدريبهم على الأعمال والوظائف التي يُشغلونها حالياً. إنّ وجود التطور التكنولوجي وتقدمه، وما يترتب عليه من أمورٍ مستحدثةٍ كإدخال وظائف جديدة إلى سوق العمل، وإلغاء وظائف أخرى لتتناسب مع التكنولوجيا الحاصلة، يستدعي تنمية الأفراد وتدريبهم وإعدادهم لذلك الأمر. إنشاء صناعات ومجالات جديدة لم تكن من قبل، وهذا يتطلّب من أصحاب هذه المؤسسات تدريب العاملين على مهاراتٍ معينةٍ، لتتناسب قدراتهم مع العمل الجديد، وحتى لو كان هؤلاء الأفراد ذوي مهارةٍ وكفاءةٍ عاليتين، فإنّهم بحاجةٍ إلى تدريبٍ خاصّ على تلك الأعمال. مشكلات التنمية البشريّة هناك مشكلاتٌ عديدة تُعيق التنمية البشريّة، منها ما يأتي:[٥] المشكلات السياسيّة: هي كُبرى المشكلات التي تواجه التنمية البشريّة، وأساسها، خاصةً إذا ترتّبت عليها حروبٌ بين الأمم، أو حصارٌ اقتصاديّ. المشكلات الاقتصاديّة: تأتي بالدرجة الثانية في الأهميّة بعد المشكلات السياسيّة؛ فإذا تدهورت الظروف السياسيّة وساءت، ساء الوضع الاقتصادي تِبعاً لذلك؛ فالاقتصاد هو الركيزة التي تقوم عليها الأمم لتطويرها، ووضع دعائم البنية التحتيّة لبلادها على كافة المستويات. المشكلات الصحيّة: بوجود الحروب والتدهور الاقتصادي الذي نشأ عنه، تتولّد لدى الأمم المشاكل الصحيّة العديدة، مثل: سوء التغذية الناتج عن الفقر، أو انتشار الأمراض والأوبئة المُترتّبة عن الفقر الشديد. المشكلات التعليميّة: فالتعليم يعتمد في نجاحه وتقدّمه عند الأمم على استقرارها، ومدى درجة التنمية التي وصلت إليها. المشكلات الاجتماعيّة والثقافيّة: هي قمّة الهرم لمشكلات التنمية البشريّة، حيث يكون ناتج ما سبق من المشكلات هو اتّسام الأمم بالجهل والتعصب الذي تولّد لديها، فيكون ذلك سبباً لوجود خلافات وصراعات دائمة


التنمية البشرية مفهوم التنمية البشرية هو مفهومٌ مستحدث، ظهر من مبدأ التجديد، والنهوض بالشخصية البشرية إلى أرقى المستويات العلميّة، والعمليّة، والثقافيّة، والاجتماعيّة، والاقتصاديّة، وغيرها من جوانب الحياة بالاعتماد على الذات، وقد ظهر هذا العلم بشكلٍ كبيرٍ في السنوات العشر الماضية، بقصد تدريب، وتطوير قدرات الشباب الطامح للعمل، أو المنخرط فعلياً في سوق العمل، بهدف تطوير مهاراتهم، ووسائل التواصل بينهم، والوصول بهم لأقصى استفادة من قدراتهم، وطاقاتهم في خدمة أنفسهم، ومجتمعهم، وبلادهم. وعلى الرغم انتشار برامج التنمية البشرية، وانتشار المراكز التدريبية التي تعنى بالتعريف بها في كافة أنحاء العالم، إلّا أنّ هناك أعدادٌ كبيرةٌ من الناس في شتى الثقافات، والمجتمعات، لا زالت إلى الآن تجهل المعنى الحقيقيّ للتنمية البشرية، وعندما تسأل عن المفهوم الذي يخطر لهم عند قراءة هذا المصطلح، فإنّهم يردّون بإجاباتٍ عشوائيةٍ، وغير سليمةٍ تماماً، ولا تدلّ عن الوعي بهذا العلم نهائياً. مفهوم التنمية البشرية لا يمكن أن يجزم أحد بتعريف التنمية البشرية تعريفاً دقيقاً، فقد ظهرت العديد من المصطلحات التي تعبّر عنها، وتشرحها بوجهات نظرٍ قد تكون قاصرةً عن بلوغ المعنى الحقيقيّ لها، ولكننا يمكن أن نعرفها بالتالي: هي مجموعةٌ من التطبيقات، والأدوات، والمهارات، التي يتعلّمها الشخص لتحديد أهدافه، وتطوير قدراته، والتي توصله في النهاية إلى تحقيق ذاته، وبالتالي الوصول إلى تحقيق حلمه، أو طموحه المستقبليّ. لقد خرج مفهوم التنمية البشرية من مجموعةٍ من العلوم، كالعلوم الطبيّة، وعلم النفس، وعلم الاجتماع، والعلوم الإدرايّة، والاقتصاديّة، وعلوم دورات الطبيعة (ميتافيزيقيا)، لذا لا يمكننا أن نحصر التنمية البشرية في مجالٍ محددٍ، أو تعريفٍ أكاديميٍّ معينٍ. مقومات التنمية البشرية التعليم لا يمكن للفرد تحقيق كلّ أهدافه، دون التعليم، فالتعليم يرسم المسار الأكاديميّ، والتطبيقيّ أمام الأفراد، والذين يعرفون حقاً ما الهدف الذين يسعون لتحقيقه، ومن خلاله أيضاً تذلّل صعوباتٌ عديدةٌ تواجه الأفراد، وتعبّد لهم طرق الريادة، والابتكار في تحقيق أنفسهم، وإثبات قدراتهم في مجتمعاتهم. الكثير من البلدان تضع التعليم شرطاً للتوظيف في مؤسّساتها الحكومية، والخاصّة، ويشترطون التأهيل، والخبرة ضمن التخصّص المطلوب للوظيفة، وهذا ما يجعل أكثر فئات الشباب تلجأ إلى الدراسة في الجامعات، والكليات، بغية الحصول على وظيفةٍ ثابتةٍ، وراتبٍ ثابتٍ، فالتعليم هنا مسوّغٌ، أو حلٌّ يهرب به الشباب من الضغوط الاجتماعية كالبطالة، والفقر، والعزوف عن الزواج، والضغوط الاقتصادية كقلّة فرص العمل، والخبرة، والمهارة؛ لتحسين مستوياتهم الأدائية، وتطوير قدراتهم، ولتمكينهم من المنافسة للحصول على فرصة عمل. التدريب أصبح التدريب ضرورةً من ضرورات العمل، حيث يمكن من خلاله نقل المهارات، والخبرات، والأفكار الفنيّة، والممارسات التقنيّة، من المستوى النظريّ، إلى المستوى العمليّ، أو التطبيقيّ، وهذا بدوره يدفع الفرد إلى الابتكار، والتميّز، والاحتراف؛ لإبراز المهارة، والوصول إلى تحقيق الأهداف المنشودة. الاهتمام بوسائل الدفاع الاجتماعيّ هو مصطلحٌ يهتم في رعاية الأحداث اجتماعيّاً، ونفسيّاً، وصحيّاً، وتوجيههم الوجهة السليمة إلى البرامج التي تتضمّن استفادتهم في تيسير إعادتهم للمجتمع كمواطنين منتجين، وفاعلين حقيقيين، من خلال منظومةٍ شاملةٍ تحقّق في ذواتهم التقدير الحقيقيّ لشخصِ كلِّ واحدٍ منهم، وإخراج القدرات المستكينة فيهم، والاستفادة منها في صياغة مستقبلٍ جديدٍ. الثقافة يساعد المخزون الثقافيّ المجتمعي من دراسة سلوك الأفراد بناءً على نوع الثقافة السائدة في مجتمعه، وهذا يساعد على العمل الدؤوب لتطويره، ونزع ما بلي منه من عقول المجتمعات، واستبدالها بقواعد بنائيةٍ من شأنها أن ترتقي بالمجتمع كلّه، فالثقافة معادلةٌ مكمّلةٌ للتعليم، وقد تكون حجر أساسها، فالشاب المثقّف يكون مدركاً تماماً لما يحتاج، ولا يتصرّف بعشوائيةٍ، ويوجّه خططه التنفيذية في الاتجاه الصحيح، ليحصد نتائج باهرةً، في غضون شهورٍ قليلةٍ من بدء المشروع، أو العمل


تنمية الثقافة العامة مدرب التنمية البشرية يجب أن ينمي الثقافة العامّة لديه، وذلك من خلال الاطلاع المستمرّ على كافّة المواضيع العلميّة والأدبيّة وتكوين رؤية معرفية واضحة وخيال واسع يمنحه المزيد من الطموح الذي يمكن أن ينقله إلى الآخرين من حوله.[١] الانفتاح يجب أن يكون مدرب التنمية البشرية ذو عقلية منفتحة، بحيث يكون قادراً على تقبّل الآخر واستيعاب الآراء المختلفة من خلال المعرفة بالقضايا الكبرى التي تدور على المستويّين المحلّي والدولي، فهذا يمكن المدرّب من الحكم على المواقف المختلفة وإدراك القصور فيها ولكن دون حدّة أو انفعال.[٢] الثقة بالذات الثقة بالذات هي أهمّ السمّات التي يجب أن تتوفّر في مدرب التنمية البشرية، مع الابتعاد عن الغرور، وذلك يكون من خلال التواصل الفعّال الإيجابيّ مع الآخرين والقدرة على استخدام مختلف الأدوات والطرق في التدريب.[٣] الحصول على التأهيل الأكاديمي تنقسم التنمية البشرية إلى قسمين وهما: التطوير المهني، والبرمجة اللغوية العصبية، ويمكن التأهّل إلى التدريب في مجال التطوير المهني عن طريق الدراسات الأكاديمية التي تتم في مراكز متخصّصة والتي تمنح شهادات الماجستير والدكتوراه في هذا التخصّص، بالإضافة إلى الخبرة العملية التي تعدّ أفضل للمدرب حيث يتعرّف من خلال خبرته على أفضل الطرق للتدريب وتجعله أكثر احترافية، أمّا البرمجة اللغوية العصبية فتوجد لها دبلومات متخصصة في مراكز تدريب خاصة بها وهي تعتبر جزء من التنمية البشرية، ومن الجدير بالذكر أنّ أهم الشهادات في مجال التنمية البشرية هي شهادات TOT وPCT، ويتم منحهما من أكاديميات متخصّصة في تدريب المدربين، ويمكن للحاصل على واحدة منهما العمل كمتخصص تدريب تنمية بشرية في المجال الذي قام بدراسته، فالحصول على إحدى تلك الشهادات يعني قدرة المدرب على تصميم المادة التدريبية مع معرفته بمهارات التدريب المختلفة


التنمية البشريّة قبلَ الحديث بشكلٍ موسع عن المفهوم الذي يُعبّر بدقة عن مؤشّرُ التنمية البشريّة، وعن كلّ من أساليبه و فوائده، لا بدّ من تسليط الضوء بصورةٍ مباشرة على مفهومِ التنمية البشريّة كواحدة من أهمّ الأدواتِ الحديثة والحقول العصريّة التي آمنت بالعنصر البشريّ، وانطلقت من مبدأ أنّه العنصرُ المسؤولُ عن تحرّكِ كافة العناصر الماديّة الأخرى وتوظيفِها بالأسلوبِ الأمثل، علماً أنّ التنمية بشكل عامّ هي مصطلح يدّل على النهوضِ بالشيء والارتقاء فيه من مستوى أو وضع إلى مستوى أفضل، وتغيير الحال إلى أحسنِه. التنمية البشريّة أو (Human Development) هي عبارة عن عملٍ مخطّطٍ يضمُّ من مجموعة من الأسس والمفاهيم والبرامج المدروسة والمخطّط لها مسبقاً، والمصمّمة من أجل تعليم وإكسابِ المعارف، والسلوكيّات، والمهارات، التي تؤهّلُ الأشخاصَ للقيام بالأعمال والمهام المختلفة، والتي تضمنُ لهم مواكبةَ العصر والتقدّم والتطور في الوقتِ الحاضر وفي المستقبل. جوانب التنمية البشريّة المعرفة. المهارة. الاتجاه. القدرات الشخصيّة. السلوكيّات. الخبرات. مؤشر التنمية البشريّة يدّل مؤشر التنمية البشريّة أو كما يُطلقُ عليه في اللغة الإنجليزيّة (Human Development Index) على ذلك المؤشر المسؤول عن قياس وتحديد مستوى الرفاهية لكلّ شعب من شعوب العالم، ويهدفُ بصورةٍ مباشرة إلى الحصولِ على واقع إنسانيّ أفضل، وتحسين الوضع المعيشيّ لكافةِ المواطنين في شتّى بقاع الأرض، بغضّ النظر عن فروقات واختلافات الجنس، واللون، والدين، والعرق. ابتكرتْ هذا البرنامجَ وأعدّتْه هيئةُ الأممِ المتحدّة عام 1990م، وهو أحدُ البرامج التطويريّة الإنمائيّة التي طرحها خبيرُ وعالمُ الاقتصاد الباكستانيّ محبوب الحق، ودعمَه الهندي أماريتا سين، الذي حصل على جائرة نوبل في الاقتصاد، والذي بدورِه يضمُّ ما لا يقلُّ عن مئة وثمانين دولة، لا يتسعُ المقام لذكرها هنا، ويستثني بعضَ الدول الأخرى، وتقع على عاتقه مسؤولية تقديم تقارير سنويّة عن وضع هذه الدول المعيشيّ خاصّة من الناحية الاقتصاديّة. مستويات التنمية البشريّة جاء تقسيمُ مستوى التنمية حسب المؤشر في كلّ دولة كما يلي: مستوى متقدم جداً من التنمية. مستوى عالٍ. مستوى متوسّط. مستوى منخفض. مستوى غيرُ متوفر، أي لا يوجد تنمية. فوائد مؤشر التنمية البشريّة تحديدُ الوضع والمستوى المعيشيّ في كلّ دولة، دون التركيز على الدول المتقدمة وتجاهل الدول النامية، بل التركيز على الأخيرة لغرض تحسين حالها. وضعُ السبل الكفيلة بالإصلاح، وبرفعِ المستوى المعيشيّ في كلّ دولة تعاني من تخلّفٍ وتدنٍّ في مستوى الخدمات المختلفة، وتؤثر على الكرامة الإنسانيّة. محاربة الفقر والفساد والتلاعب، واستثمار العنصر البشريّ بالطرق المُثلى


تعريف مؤشر التنمية البشريّة يُعرَّف مؤشر التنمية البشريّة بأنه ذلك المؤشر الذي وضعته الأمم المتحدة ببرنامجها الإنمائي، وذلك في العقد الأخير من القرن العشرين، حيث يَهدف هذا المؤشر إلى قياس التنمية الحاصلة في العديد من دول العالم المختلفة، ويتم إصدار هذا المؤشر بشكل سنويّ، حيث يتمّ فيه ترتيب كافة الدول بناءً على نقاطهم التي حصلوا عليها في التقرير.[١] دوافع ظهور مؤشر التنمية البشريّة عانت البشريّة في القرن العشرين من مشكلات عدة، أسهمت في تزايد وتفاقم معدلات الفقر حول العالم، وقد تفاقمت مشكلة الفقر بشكل كبير في عقد الثمانينيات، خاصة في دول العالم الثالث التي تعاني من مشاكل مختلفة لا حصر لها، وذلك على الرغم من وجود نمو اقتصادي في بعض هذه الدول، إلا أنّ هذا النمو لم تنعكس آثاره الإيجابيّة على مواطني هذه الدول، بل على العكس من ذلك فقد ظهرت مشكلات مختلفة على عدّة أصعدة.[٢] من هنا فقد دار جدل حول مفهوم التنمية، خاصة في المؤسسات الدوليّة وعلى رأسها الأمم المتحدة، وقد كانت نتيجة ذلك الوصول إلى أنّ مقياس التنمية في أيّ منطقة يجب أن يكون متمحوراً حول الأوضاع الاجتماعيّة للناس، وعدم الاكتفاء بالنظر إلى المستويات المتقدمة للاقتصاد هناك.[٢] ترتيب الدول في مؤشر التنمية البشريّة يعتمد حساب مؤشر التنمية البشرية على مرتكزات ثلاث هي: معدل عمر الفرد المتوقع عيشه، ومستوى التعلُّم، والدخل القومي الإجمالي للفرد، والذي يتم احتسابه من إيجاد مجموع قيمتي كل من: الخدمات، والسلع المحليّة، حيث تضاف إليها الأجور، وغيرها، ثم يُقسم الناتج على إجمالي عدد السكّان في الدولة، وإنّ الدخل القومي الإجمالي يُحسب خلال فترة عام واحد. [٣] قيمة مؤشر التنمية البشريّة هي قيمة واقعة بين كلّ من: الصفر، والواحد، وقد تمّ وضع أربع مجموعات رئيسية لتصنيف الدول وهي: الدول ذات التنمية البشريّة المرتفعة وهي الدول التي يزيد مؤشر التنمية البشريّة فيها على 0.7-0.799، والدول ذات التنمية البشريّة المتوسطة وهي التي يتراوح فيها المؤشر بين 0.55 و0.699، وأخيراً الدول ذات التنمية البشريّة المنخفضة وهي الدول التي يقل فيها مؤشر التنمية البشريّة عن 0.55.[٣] بناءً على ما ورد في تقرير التنمية لعام 2015م، فقد شهد ربع القرن الأخير تحوُّلات كبيرة نحو الأفضل، وبناءً على هذا التقرير فإنّ أفضل عشر دولٍ من حيث مؤشر التنمية البشريّة هي: النرويج، وأستراليا، والدنمارك، وهولندا، وألمانيا، وإيرلندا، وأمريكا، وكندا، ونيوزيلندا



مفهوم التنمية البشرية عرّف العلماء مفهوم التنمية البشرية بأنّها عملية جعل الحريات الفعلية والخيارات المتاحة للبشر أكثر إتساعاً، كما أنّها اتباع أسلوب علمي ممنهج لتطوير خطة تتناول مجموعة من العمليات الإقتصادية والاجتماعية للارتقاء بواقع غير مرغوب به إلى آخر مطلوب، ويمكن تعريفها كذلك بأنّها تلك العملية التي تهدف إلى سد احتياجات البشر على جميع الأصعدة الإجتماعية والعقلية والمادية والمعنوية من خلال عملية تطوير قدراتهم البشرية.[١] أبعاد التنمية البشرية للتنمية البشرية أبعاد عدة وهي:[٢] التمكين: لا بد أن يكون تحقيق التنمية البشرية عن طريق البشر أنفسهم ويتحقق ذلك بتطوير تقبُل الناس لوصفهم كأفراد وأعضاء في مجتمعاتهم ليكونوا قادرين على رسم العمليات والقرارات التي تُشكّل نمط حياتهم وهذا ما يُعرف بالتمكين. الإستدامة: من هذا البُعد وُلِدَ ما يسمى بالتنمية المستدامة، ومعناها الأخذ بعين الاعتبار توفير فرص التنمية البشرية للأجيال القادمة عند تلبية احتياجات الجيل الحالي وعدم السماح بتزايُد أعباء قد تُثقل كاهل الأجيال القادمة كالديون الناتجة عن القروض سواء الخارجية منها أم الداخلية. المشاركة: تعني أن يُسهم الناس برسم العمليات التي تشكّل حياتهم اليومية كالعمليات السياسية والاجتماعية والثقافية وحتّى الاقتصادية ويأتي ذلك عن طريق مشاركتهم في صنع القرارات الخاصة بأي من تلك العمليات. الإنصاف: فلا بد أن تكون الفرص السياسية والاقتصادية والثقافية متاحة بتاكفؤ لجميع أفراد المجتمع دون النظر إلى التحدر الطبقي أو القومية أو حتّى النوع الاجتماعي. الحريّة: يشكّل هذا البعد أساساً قوياً فلا تقوم التنمية البشرية إلا به، فلا بد من ضمان جميع حريات المرء بكافة أشكالها كالحرية السياسية وحرية التعبير والحصول على عمل والتحرر من الخوف والعوز. استحقاقات التنمية البشريّة إنّ للتنمية البشرية استحقاقات رئيسية وهي:[٣] حصول الأفراد على العلم والمعرفة. عيش الأفراد حياة طويلة وصحية. وجود الموارد اللازمة لعيش كريم ولائق


تنمية الموارد البشرية تعتبر تنمية المواد البشرية من الأُطر التي تساعد على تطوير المهارات الشخصية والتنظيمية لدى الموظفين، من أجل تطوير المعرفة لديهم، وتنمية الإمكانيات المهنية، والنفسية، والشخصية الخاصة بهم، حيث تتضمن تنمية الموارد البشرية عدداً من الفرص الخاصة في التطور الوظيفي للموظفين، وفرص التدريب، والمساعدة الدراسية، وإدارة التطوير والأداء.[١] تعريف تنمية الموارد البشرية تُعرّف تنمية الموارد البشرية بأنها إعداد العناصر البشريّة بالشكل الصحيح الذي يتفق مع الاحتياجات الخاصة بالمجتمع، وأن يكون ذلك الإعداد على أساس أن زيادة قدرة الإنسان ومعرفته تساعد على زيادة استغلال الموارد الطبيعية، وزيادة الجهود والطاقات.[٢] كما ويتم تعريف تنمية الموارد البشرية بأنها زيادة القدرات، والمهارات، والمعرفة الخاصة بالقوى العاملة التي لديها القدرة على العمل في شتى المجالات؛ حيث يتمّ اختيارها من خلال القيام باختبارات مختلفة.[٢] أهمية تنمية الموارد البشرية إن الهدف من عمليات الموارد البشرية هو زيادة ثقافة الفرد، وتطوّر مبادئه وقيمه، من أجل زيادة القدرة على التكيف مع البيئة التي تُحيط به، مما يساهم في زيادة فعاليته الكليّة، وتنقسم أهمية تنمية الموارد البشرية إلى ثلاثة أقسام هي:[٣] أهمية تنمية الموارد البشرية على مستوى العاملين إن العمل في مفهوم تنمية الموارد البشرية، يساعد على تحقيق العديد من المنافع للأفراد، منها ما يلي:[٣] توفير المناخ المُناسب من أجل زيادة إنتاج الفرد. العمل على إخراج القوى التي تدفع الأفراد من أجل تحقيق ذاتهم. المساعدة على إشباع احتياجات الأفراد الأساسية، مما يجعلهم يرغبون في إيجاد الأعمال التي تتحدى قدراتهم. معرفة الفروق الفردية لدى الأفراد، مما يساعد على الاستفادة من ذلك الأمر في إتمام المهامّ، من خلال التكليفات التي تتناسب مع تلك الفروق. تنمية الأفراد، مما يساعد على زيادة قدرتهم ورغبتهم في تحمل المسؤوليات. أهمية تنمية الموارد البشرية على مستوى جماعات العمل تتلخص أهمية تنمية الموارد البشرية على مستوى الجماعة بنقطتين، هما:[٣] تساعد على بث روح التعاون لدى جماعات العمل، وذلك حتى يتمكنوا من تحسين كفاءة الإنتاج، والاستفادة من الموارد. تساعد على رفع قدرة الجماعة في تحليل المشاكل، ثم وضع الحلول الملائمة لها. أهمية تنمية الموارد البشرية على مستوى المنظمة تتلخص أهمية تنمية الموارد البشرية على مستوى المنظمة بنقطتين، هما:[٣] تساعد نجاح تنمية الموارد البشرية في أحد أجزاء المنظمة على تطبيقها على ما تبقى من الأجزاء الأخرى من المنظمة. تساعد تنمية الموارد البشرية على زيادة فاعليّة المنظمة وقدرتها على مواجهة المنافسات التي حولها. مداخل تنمية الموارد البشرية هناك ثلاثة مداخل للتنمية البشرية، ويختلف كل مدخل في أبعاده، وفلسفته، بالإضافة إلى الأدوات الخصة به، وفي الآتي نذكر هذه المداخل:[٣] المدخل الفردي: في فلسفة هذا المدخل يتم التركيز على الفرد كوسيلة من أجل التطوير داخل المنظمة، وعليه فإنّ هذا المدخل يستلزم عدة أمور، منها:[٣] النظر إلى الفرد بوصفه المتغيّر المستقلّ، أم المنظمة فهي تابعة له في عملية التطوير. استخدام جميع المدخل التي تؤدي إلى تغيير الفرد، مما يساهم في عملية التنمية. المدخل التنظيمي: يركز هذا المدخل في فلسفته على أنّ عملية التطوير يجب أن تتركز حول تهيئة النظام من أجل حدوث التطور، وهذا الأمر يحتاج إلى عدة مستلزمات، منها:[٣] التركيز على الوظائف المختصّة بالتنظيم، سواء كان على مستوى المنظمة أو على مستوى الإدارات. النظر إلى الأفراد بوصفهم متغيراً تابعاً، وعليه فإنّ أي تغيير في المنظمة سيؤدي إلى تغيير على مستوى الأفراد. التركيز على بيئة المنظمة، والتي يجب أن تسمح بالابتكار، والتطوير. المدخل الجماعي: تتمثّل فلسفة المدخل الجماعي في عدة نقاط، منها:[٣] عدم التركيز على الفرد فقط؛ حيث يجب التركيز على الجماعة بشكل أكبر. الافتراض بوجود قوى متكافئة فيما بين أطراف التغيير. التميز بالشمولية؛ حيث إنه يحقق أفضل النتائج في أغلب الأحوال. الصعوبات التي واجهت تنمية الموارد البشرية واجهت تنمية الموارد البشرية العديد من الصعوبات من أجل تحقيق تنمية مستدامة من أجل الموارد والكفاءات، وقد تمثلت تلك الصعوبات فيما يلي:[٤] الاتجاه نحو عولمة الأسواق: إن اتجاه الأسواق نحو العالمية من أهم العوامل التي تزيد من اهتمام المؤسسات المحلية والدولية في تسيير الموارد البشرية، وقد ازداد اتجاه المؤسسات نحو الأسواق العالمية لأن تلك المؤسسات مُنظمة حتى تتلاءم مع الأسواق المحليّة. تنويع مزيج الموارد البشرية: من الممكن أن تضُم الشركات ذات النشاط الدولي عدداً من العاملين ذوي الجنسيات المتعددة، ومن مختلف الأعمار والثقافات، وهذا الأمر يعني وجود اختلاف في المهارات والقدرات، مما يتطلب إيجاد مزيد من التنمية والتدريب. اتجاه المؤسسات للتصغير: تتجه المؤسسات الاقتصادية إلى التقليل من المستويات التنظيمية، وتسريح العمالة الزائدة، وتخفيض حجم العمليات، وهنا تكون وظيفة الموارد البشرية هي تدريب وتنمية مهارات العمالة الموجودة، بما يتناسب مع طبيعة المتغيرات الخاصة بالنشاط. إعادة هندسة العمليات في المؤسسات: لجأ عدد كبير من المؤسسات إلى القيام بتغيرات هيكلية في عملياتها، من أجل التنسيق بين التحولات التنافسية، الأمر الذي أثّر في سياسات ونظم الموارد البشرية، ولهذا يجب أن يخضع الأفراد لبرامج تدريبية تختص بمعرفة مدى أهمية التغيير والدوافع الخاصة به. الاتجاه نحو اللامركزية: تقتضي ظروف التنافس بين المؤسسات مشاركة الكفاءات البشرية والموارد في جميع مستويات التنظيم المختلفة، ويتم ذلك عن طريق زيادة الهامش الخاص في التدخل بالكفاءات من أجل تحليل المشاكل، وتقديم الاقتراحات لحلها، والاحتكاك مع العميل، ولهذا تجب تنمية مهارات العاملين الخاصة في التفاعل مع المشاكل بشتى أنواعها، مع التسيير والتفاوض من خلال المشاركة

alshamelnews

{picture#https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEjMx7n0mCQhAcwTr2HOr9QuhcN3SK5AetAWwVrbCxm5SzJ6uenlpiOXLQfV-8Zi-Fzxt1WEmd9eRhjBTukjyCVC6-qhjfbqRYQ0isjRiRN-m-MDBDi9kM6U-3X0OKuQV4nc_zkEMWN7ba8/s0/%25D8%25B4%25D8%25A7%25D9%2585%25D9%2584.jpg} اعجبك المقال يرجى مشاركة الموضوع لتعم الفائدة
يتم التشغيل بواسطة Blogger.