نظرة عامة قبل الحديث عن الوقت الذي يمكن عنده معرفة عمر الجنين بالسونار يجدر العلم أنّه يتم تحديد جنس الجنين من أول الحمل بالاعتماد على جيناته؛ حيث يكون الجنين ذكرًا إذا التقى الكروموسومان X و Y، بينما يكون جنس الجنين أنثى إذا التقى الكروموسومان X و X، ولكن لا تتمايز الأعضاء التناسلية إلى أعضاء ذكرية أو أنثوية حتى بلوغ الأسبوع السابع أو حتى الثامن من الحمل، وهذا يعني أنّ الأعضاء التناسلية على اختلافها مصدرها واحد، فمثلًا تُكافئ الخصيتان لدى الذكور الشفرين والمبيضين لدى الإناث، ولفهم هذا الأمر بشكل أوضح يُشار إلى أنّ هرمون التستوستيرون لدى الذكور -الذي نتج عن إشارة من الكروموسوم الذكري Y- هو المسؤول عن الخصائص الذكرية لدى الأجنة الذكور، ومن ذلك الأعضاء التناسلية الذكرية، وعليه يمكن القول إنّ الأعضاء التناسلية الأنثوية ستتكون لدى الجنين ليكون أنثى في حال لم يُنتج هرمون التستوستيرون، ولعل بذلك أصبحت العلاقة أوضح؛ فهرمون التستوستيرون لا يُنتج إلا بإشارة من الكروموسوم Y، وبالتالي فإنّ غياب هذا الكروموسوم دليل على تكوّن جنين أنثى، وبالعودة للحديث عن الآلية التي يُحفِّز فيها الكروموسوم Y تكوّن الجنين الذكر يُشار إلى أنّ هذا الكروموسوم يُحفّز الجزء المخصص من الجنين للأعضاء التناسلية ليُصبح خصيتين، وثمّ سرعان ما تُصنع الخصيتان التستوستيرون، وهذا ما يُحفز تكون باقي الأعضاء التناسلية كالعضو الذكري وكيس الصفن وكذلك الإحليل، وبعد ذلك بفترة تتحرك الخصيتان من الحوض إلى كيس الصفن حيث تستقران، وعلى العكس؛ فإنّ غياب كروموسوم Y وبالتالي عدم إنتاج التستوستيرون سيُحفّز تحوّل جزء الجنين الخاص بالأعضاء التناسلية إلى مبايض ورحم وقنوات فالوب. وأخيرًا يُشار إلى أنّ هناك هرمونات أخرى تلعب دورًا بالتطور النوعيّ للجنين خلال مراحل تمايزه إلى ذكر أو أنثى.[١][٢] في أي أسبوع أعرف نوع الجنين بالسونار؟ في حال رغبت الأم بمعرفة جنس الجنين بالسونار فإنّ ذلك غالبًا ما يكون ممكنًا في الفترة التي تتراوح ما بين الأسبوع الثامن عشر والأسبوع الحادي والعشرين، وعادة ما يكون ذلك في الزيارة الثانية لها للطبيب، والجدير بالبيان أنّ هذا النوع من الفحوصات قد يكشف عن بعض الاضطرابات لدى الجنين،[٣] وفي تفصيل الحديث عن السونار وقدرته على تمييز نوع الجنين يُشار إلى أنّ هذا المصطلح يُطلق على التصوير بالموجات فوق الصوتية الذي يقوم مبدؤه على استخدام موجات صوتية عالية التردد بهدف الحصول على صورة لجزء معين داخل الجسم، وهو في هذه الحالة الرحم،[٤] وببساطة فإنّ هذا النوع من الفحوصات يُعنى بالكشف عن طبيعة الأعضاء التناسلية والعلامات الأولية التي تُشير إلى جنس الجنين، ولذلك كان من أقدم الطرق وأبسطها،[٥] وبالرغم من دقة النتائج التي يتم الحصول عليها من خلال السونار؛ إلا أنّ الخطأ وارد ومُحتمل، فمن العوامل التي تلعب دورًا في دقة نتائج الفحص: وضعية الجنين وفيما إن كانت الخصيتان قد أخذتا موضعهما في كيس الصفن أم لا.[٦] وقد تتساءل بعض النساء عن إمكانية معرفة نوع الجنين باستخدام السونار في وقت أبكر من ذلك، وللإجابة عن هذا السؤال بشكل دقيق يمكننا الاستشهاد بنتائج الدراسة التي أجريت نُشرت في عام 2014 م في مجلة "Australasian Journal of Ultrasound in Medicine" حيث بينت هذه الدراسة أنّ نتائج السونار دقيقة بنسبة تصل إلى 100% في حال أُجري الفحص بعد الأسبوع الرابع عشر، بينما تكون نسبة دقة النتائج 75% فقط في حال أُجري الفحص بين الأسبوع الحادي عشر والأسبوع الرابع عشر، مع استحضار أنّ هناك ما يُقارب 6% لم يُتمكّن من معرفة جنس الجنين في حالاتهم، ومن النتائج التي حصلت عليها هذه الدراسة كذلك أنّ نسبة الخطأ في معرفة نوع الجنين قبل الأسبوع الثالث عشر أعلى إذا كان الجنين ذكرًا، بينما ترتفع نسبة الدقة في نتيجة الفحص إذا كان الجنس ذكرًا بعد الأسبوع الثالث عشر، ومن النتائج أيضًا أنّ نسبة كبيرة من النساء الحوامل ترغب بمعرفة جنس الجنين الذي تحمله، وتصل هذه النسبة إلى 76%.[٧] كيفية إجراء فحص السونار في سياق الحديث عن السونار يُشار إلى أنّ هذا الفحص بعد الأسبوع العاشر من الحمل يُجرى عن طريق البطن، بحيث يُوضع هلام خاص على بطن الحامل ثمّ تُمرّر أداة معينة فوق بطن الحامل للحصول على صورة للجنين، ويُفضّل أن تشرب الماء عدة أكواب من الماء قبل إجراء هذا الفحص دون الذهاب إلى المرحاض، وذلك للسماح للمثانة البولية بالامتلاء، حتى يُدفع الرحم إلى أعلى خارج الحوض، وبالتالي يتمكن الطبيب من أخذ صورة واضحة للجنين باستخدام السونار، وفي بعض الحالات قد يُلجأ إلى السونار المهبليّ الذي يتم باستخدام أداة خاصة عن طريق المهبل مع مراعاة عدم إدخالها عميقًا، ويُوصى بهذا النوع من الفحوصات في حال كان عمر الحمل أقل من ثمانية أسابيع أو في حال كان الجنين في البطن عميقًا، أو في حال كانت الأم تُعاني من زيادة في الوزن.[٨] وأمّا بالنسبة لكيفية إجراء فحص السونار المهبليّ فهو يتطلب استلقاء المرأة المعنية على ظهرها ثمّ يتم استخدام أداة خاصة بعد تعقيمها ويُفضل إضافة مزلق إليها، ثمّ يتم إدخالها في المهبل، وذلك بهدف الحصول على صورة واضحة ثمّ تتم إزالتها.[٩] هل فحص السونار آمن؟ يُعدّ فحص السونار آمنًا في حال تم إجراؤه من قبل مقدم رعاية طبية مختص، وهو أكثر أمانًا من التصوير بالأشعة السينية التي تُعرف بأشعة إكس، الأمر الذي يُفسر استخدام المختصين للسونار منذ القدم؛ فقد ظهر منذ أكثر من ثلاثين عامًا، ولم يُسجل أي مشاكل أو مخاطر تُذكر،[١٠] كما أنّ فحص السونار المهبليّ آمن ولا يُشكل أي خطر على الجنين، فعلى الرغم من احتمالية شعور المرأة بالانزعاج أو الضغط البسيط؛ إلا أنّ هذا الشعور سرعان ما يزول بزوال الأداة المستخدمة من المهبل، مع التأكيد على ضرورة التواصل مع الطبيب في حال حدوث أي مشاكل
إرسال تعليق