التّحنيط وأوّل من عرفه يمكن تعريف تحنيط الموتى بأنّه حفظ جثثهم واستعمال المواد الكيميائيّة؛ لحفظ مظهر الإنسان وكأنّه حيّاً. يعدّ الفراعنة المصريّون هم أوّل من عرفوا تحنيط الموتى. يعدّ التحنيط الّذي كان الفراعنة يقومون به من الأسئلة الّتي يكثر تكرارها حول كيفيّة قيامهم بالتّحنيط، والحفاظ على أجساد الموتى دون أن تفنى عبر الزّمن أحبّ المصريّون القدماء الحياة، وقرّروا بأن يستمتعوا بها حتّى بعد مماتهم؛ فجهّزوا لما بعد الموت وهو التّحنيط. آمن المصريّون القدماء بأنّ الجسد هو منزل الجميع، وأنّه أحد العناصر الخمسة الّتي تقوم بتشكيل الرّوح. آمن المصريّون بأنّ المومياءات ترتبط بالأساطير بشكلٍ كبير؛ حيث تمّ اكتشاف العديد منها حول أرجاء العالم. هناك عدّة أنواع للتّحنيط وأهمّها هو التحنيط الّذي يقوم على نزع عدّة أجزاء من الميّت، وهو محرّم شرعيّاً. وهناك أيضاً استخراج المخ من الجمجمة بالشّفط عن طريق الأنف، وتجفيف الجسد بوضعه في ملح النّطرون الجاف، واستخدام شمع العسل لإغلاق الأنف والعينين والفم وشقّ البطن. أدلّة تحرّم تحنيط الموتى حرّم ديننا الإسلاميّ الحنيف تحنيط الموتى، وذلك احتراماً لهم ولجثثهم، ووردت بعض الآيات والأحاديث الّتي تبيّن في معناها ومضمونها أنّ للميّت حرمة ويجب ألّا نتجاوزها أو أن نتعرّض إلى جثّته؛ وهذا يدلّ على عظمة ديننا الإسلاميّ وتكريمه للإنسان حيّاً أو ميّتاً، ومن هذه الأدلّة: قال الله تعالى: (ولقد كرّمنا بني آدم وحملناهم في البرّ والبحر ورزقناهم من الطيّبات وفضّلناهم على كثيرٍ من خلقه تفضيلا). قال جابر رضي الله عنه: خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلّم في جنازة، فجلس عليه الصّلاة والسلام على شفير القبر وجلسنا معه فأخرج الحفار عظماً فذهب ليكسره، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (لا تكسر فإنّ كسرك إيّاه ميّتاً ككسرك إيّاه حيّاً، ولكن دسّه في جانب القبر). قال أبو مرثد الغنوي وأبو هريرة رضي الله عنهما أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: (لا تجلسوا على القبور فلئن يجلس أحدكم على جمرة فتحرق ثيابه فتخلص إلى جلده خيرٌ له من أن يجلس على قبر). ورد في الأثر عن ابن مسعود رضي الله عنه: (المؤمن في موته كأذاه في حياته)




قال الشاعر سلم الخاسر في أحد بيوت الشعر التي نثرها : من راقب الناس مات هما و فـــــــــاز باللـــذة الجســـور وقد قصد الشاعر في معنى كلمة "راقب" أي راعى ، فقد جاء في الآية الكريمة هذا المعنى كما في الآية التالية :قال تعالى عن المشركين "... وإن يظهروا عليكم لا يرقبوا فيكم إلا ولا ذمة " حيث تعني كلمة لا يرقبون : لا يراعون فيكم قرابة و لا عهداً قصد الشاعر في بيته هذا أن من يراعي الناس في أفعاله فإنه سيقضي على نفسه ويموت من الهم لأنه لن ينجز أي شيء ، فكل عمل أراد أن يعمله تركه لأن الناس ستقول عنه كذا و كذا،فلا يتجرؤ على أن يقدم على أي شيء أما قول الخاسر : "و فاز باللذة الجسور" فكان يعني فيه الشخص المقدام الذي يفعل كل شيء يراه مناسبا دون أن يفكر بالإلتفات إلى انتقادات الناس وآرائهم بهذا يمكننا أن نقول بأن الشاعر قصد بذلك أن إرضاء الناس غاية لا تدرك ولن تدرك ، فليفعل كل واحد منا أي شيء يراه مناسباً شريطة أن يكون ذلك في حدود رضا الله تعالى ، ودون أن يلتفت إلى أي أحد كما أن هذا المثل يضرب عند الإشارة إلى الحسود وما يعانيه من ضيق وهم من رؤية الناس وما فيهم من نعمة فيغتاظ من ذلك إلى أن يعتل قلبه وقد صاغ الشاعر سلم الخاسر بيته من بيت سابق لبشار بن برد قال فيه من راقب الناس لم يظفر بحاجته وفاز بالطيبات الفاتك اللـهـجُ كان بشار معجبا ببيته جدا وحين سمع ببيت "سلم" قال: أوخ، ذهب والله بيتي، لوددت أن ولاءه لغير آل أبي بكر الصديق فأقطعه وقومه بهجوي لماذا سمي الخاسر بهذا الاسم قيل في سبب التسمية هذه أنه ذات يوم باع مصحفاً كان قد ورثه عن والده، واشترى بسعره طنبوراً، أو دفتر شعر، وقد فعل ذلك رغم أنه لم يكن سيء الدين. وقد قيل أيضاً إنه ورث ملالً عن والده فأنفقه ولم يبقِ منه شيئاً فلقبوهبالخاسر


ضيق التنفس هو عدم القدرةِ على التنفس ممّا يؤدي إلى عدم وصول الأكسجين الكافي للرّئةِ، وله تأثير كبير جداً على جسم الإنسان ونفسيّته؛ حيث إنّ الشّعوربالاختناق يُمكن أن يؤدّي للوفاةِ إن زادت الفترة الزمنيّة قبل انتهائه. لضيقِ التنفس مسببات كثيرة منها مرضيّة، ومنها نفسية، ومنها الأسلوب الخاطئ في القيام بالأعمال اليومية مثل الضيق بالتنفس بعد تناول الطّعام. ضيق التنفس بعد الأكل ينتج عن امتلاءِ المعدة بكميةٍ كبيرةٍ من الطعام، فيتسبّب ذلك بضغط الحجاب الحاجز وضيقاً في الصّدر، فيصعب على الرئتين التمدّد لأخذ الشّهيق والزّفير، وقد يتسبّب تناول الأدوية والمنبهات ذات التأثير العصبيّ بضيق النفس المفاجئ بعد الأكل، لذا يجب اتّباع بعض الخطوات لتجنب ضيق التنفس بعد الأكل مثل: أكل وجبات أقل من المعتاد يومياً من الطّعام. مضغ الطعام جيداً. الابتعاد عن الدهون والأطعمة المشبعة بالكولسترول والمشروبات المحتوية على الكافيين. تناول الطعام باسترخاء وعدم العجلة بابتلاعه مع التنفس بعمقٍ. النوم بشكلٍ جيدٍ وغير متقطع. مراجعة الطبيب المختص عند اللّزوم. أسباب ضيق التنفس النوبات القلبيّة، وضعف عضلة القلب، والتهابات الجهاز التنفسيّ والتهاب الرّئة، وضعف القصبات الهوائيّة والإصابة بالربو. الإصابة بأمراضٍ في الجهاز العصبي. إجهاد النفس والتعب الشّديد والتوتر المتكرّر. نزول ضغط الدّم. انسداد الحلق بابتلاع جسمٍ غريب. أعراض ضيق التنفس الاختناق وسرعة دقات القلب وعدم انتظامها. الصّداع والدّوران. التعرّق ونزول الدموع بغزارةٍ. التعب والإرهاق. علاج ضيق التنفّس بالأعشاب الطبيعية غلي زيت السمسم وتناوله يومياً قبل النوم مع أخذ كميةٍ كافيةٍ من الماء. غلي أوراق اللبلاب وتناولها يومياً، ومهروس الثّوم مع البصل باستمرار مرةً واحدةٍ يومياً مع كوباً من عصير الجزر. منقوع القرنفل يومياً قبل تناول الطعام؛ هذه الأعشاب تساعد في الحدّ من ضيق التنفس وإمكانها معالجته بالكامل إن كان الأمر لا يحتاج وصفةً طبية. الوقاية من الإصابة بضيق التنفس الابتعاد عن كل ما يسبّب التوتّر والغضب. المحافظة على الوزن المثاليّ واتّباع الحمية الغذائية في حالة الوزن الزائد. ممارسة الرياضة باستمرار، ومن الحركات الرياضيّة المفيدة لعلاج ضيق النفس هي؛ الجلوس بشكلٍ جيدٍ على الكرسيّ ومد اليدين والرجلين إلى الإمام ثمّ إنزالهما إلى الأسفل؛ والوقوف بشكلٍ مستقيمٍ، والميلان للأمام ثم الرجوع بشكلٍ مستقيم؛ وتمرين التنفس من البطن مع تكرار هذه التمارين يومياً. الابتعاد عن التدخين والهواء الملوّث والروائح الشديدة. الانتباه للفحص الطبي المستمر حتى لا تتعدّى الحالة الخطر على صحة الإنسان


حكم البيع ومشروعيته ثبتت مشروعية البيع كأسلوب لتبادل المنافع بين الناس في كتاب الله، وسنَّة نبيه، وإجماع المسلمين، فمن القرآن الكريم قوله تعالى: (وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبا).[١]ففي تلك الآية الكريمة دلالة واضحة على حلِّ البيع توسعة على العباد وتحقيقاً للتكامل بينهم، أمّا في السنة النبوية فقد ثبتت مشروعية البيع في أحاديث عدّة من بينها قوله عليه الصلاة والسلام حين سئل أي الكسب أطيب فقال: (عمل الرجل بيده، وكلّ بيع مبرور).[٢]والبيع المبرور هو البيع الخالي من الغش والخيانة.[٣] من صور البيوع المحرمة من البيوع المحرمة في الشريعة الإسلامية نذكر:[٤] بيع المجهول: يقصد ببيع المجهول أن يكون المبيع أو الثمن فيه جهالة كبيرة تؤدّي إلى حصول المنازعة بين الناس، وهذا البيع فاسد عند الحنفية، وهو عند الجمهور باطل. البيع المعلق: يقصد بالبيع المعلّق أن يعلق البائع بيعه للشيء على وجود أمر آخر، ومثال عليه أن يقول البائع للمشتري بعتك كذا إذا جاء والدي من السفر، فهذا الشرط يشتمل على الغرر، ولا علاقة له بعقد البيع فهو فاسد عند الحنفية، وباطل عند الجمهور. البيع بالثمن المحرم: مثال على ذلك بيع الخمر والخنزير. بيع العين الغائبة: يقصد بهذا البيع أن يبيع التاجر شيئاً مملوكاً له على الحقيقة، ولكن دون أن يراه المشتري، وقد جوَّز الحنفية هذا النوع من البيع مع إعطاء المشتري حقّ إنفاذه أو ردّه بعد رؤيته، ويرى الجمهور جواز هذا النوع من البيع لانتفاء الغرر والجهالة، شريطة أن يصفه البائع للمشتري، ثمَّ عند رؤيته يكون المشتري بالخيار فيه. بيع الأعمى وشراؤه: قد منع الشافعية بيع الأعمى وشراؤه إلا إذا رأى المبيع قبل عماه دون أن يتغيّر، وقد أجاز الجمهور بيع الأعمى وشرائه لثبوت الخيار له بما يفيد معرفته بالمبيع من خلال الشمّ، أو التذوّق، أو اللمس. بيع الشيء لمن يستعمله في الحرام: مثال عليه أن يبيع السلاح لغير المسلمين أو لقطاع الطرق، أو أن يبيع العنب لمن يريد أن يعصره لعمل الخمر. بيع العينة: هو أن يبيع شخص شيئاً بثمن مؤجّل، ثم يقوم بشرائه من المشتري نقداً، والغرض من هذا البيع الحصول على المال بعقد صحيح، ووسيلة محرمة، وهو باطل عند المالكيّة والحنابلة، وصحيح عند الشافعية، ويترك أمر نية البائع فيه لله، وهو عند الحنفية صحيح إن كان فيه توسُّط. بيعتان في بيعة: مثال عليه أن يقول البائع بعتك كذا على أن تبيعني كذا، وهو عقد فاسد عند الحنفيّة، باطل عند الحنابلة والشافعيّة، صحيح عند المالكية ويكون بالخيار. بيع النجش: هو أن يزيد الرجل في ثمن السلعة ليوهم غيره بأنّها تستحق هذا الثمن ليقوم بشرائها. بيع المصراة: هو أن يترك الرجل شاته أو ناقته دون أن يحلبها أياماً ليوهم المشتري أنّها تستحق الثمن لامتلاء ضرعها. تلقي الركبان: معناه أن يخرج الرجل من المدينة ليستقبل التجار ويشتري منه بضائعهم قبل أن تنزل إلى السوق، ويكون هدفه من ذلك شراءها بأقلّ من أسعارها بعد تبخيس ثمنها في أعين التجار. قواعد شرعية في تمييز البيوع المحرمة هناك قواعد شرعيّة تُعين المسلم على معرفة العقود المحرّمة، فقد حرمت الشريعة كلّ ما فيه أكل لأموال الناس بالباطل، أو ما يكون فيه الغرر والجهالة التي تفضي إلى العداوة والبغضاء، وكذلك البيوع المشتملة على الربا المحرم، أو الميسر، ومن ذلك بيع العينة، وبيع الدين، أو بيع الشيء المجهول أو ما لا يستطيع الإنسان قبضه



المدينة المنورة تُعتبر المدينة المنورة مِن المعالم الدينية البارزة لدى المسلمين على وجه التحديد؛ لما لها من بعدٍ ديني وتاريخي، حيث يقترن ذكر المدينة المنورة بنشأة الدولة الإسلامية الأولى، وتعتبر المدينة المنورة عاصمة الإسلام الأولى، حيث اتخذها النبي - صلى الله عليه وسلم - داراً للأمة الإسلامية بعد الهجرة النبوية، فهي دار الإيمان والفرقان، كما أنّها تعتبر الحاضنة للمسجد النبوي (مسجد النبي صلى الله عليه وسلم)، وفيها قبره الشريف، ومن المدينة المنورة انبعثت مبادئ الإسلام بعد استقرار الدولة الإسلامية إلى الناس كافة، ومن المدينة المنورة توحّدت راية المسلمين التي تمثّلت بتوحُّد الجزيرة العربية للمرة الأولى في التاريخ، وقد انضوت تحت لوائها العديد من الدول العظمى في ذلك الوقت، وأهمها مصر والعراق والشام وبلاد فارس؛ لتصبح بعد ذلك القبائل العربية منظّمة على هيئة أمةٍ واحدةٍ تُحقّق وعد الله عز وجل على يديها، وبها ازدهر التاريخ العربي حتى أصبحت تلك الأمة جديرة بحمل هذه الرسالة المُتألّقة جيلًا بعد جيل.[١] موقع المدينة المنورة المدينة المنورة هي بُقعةٌ من الجزيرة العربية، وتقع تحديداً في إقليم الحجاز، وقد سُمي الحجاز بذلك لأنه يحجز سهل تُهامة عن مرتفعات نجد فيفصل بينهما، أما موقعها من المملكة العربية السعودية، فتقع على بعد ما يقارب الثلاثمائة وخمسة وثلاثون كيلو متراً إلى الجهة الشمالية من مكة المكرمة، كما تبعد عن البحر الأحمر بما يقارب المائة وستين كيلو متراً إلى الجهة الشرقية منه، وعند تلك النقطة ينتهي وادي القرى ويبدأ وادي العقيق، وتُحيط بالمدينة المنورة الجبال من كل الجهات باستثناء الجهة الجنوبية الشرقية، وتملؤها الحدائق، وهي بموقعها هذا تُمثّل حلقة الوصل بين بادية نجد من جهة والبحر الأحمر من الجهة الأخرى، كما تربط بين اليمن والشام، لذلك وصفها البعض بمدينة القوافل.[١] آثار المدينة المنورة تشتهر المدينة المنورة بالعديد من الآثار الإسلامية الخالدة، والتي نشأت بنشوء الدولة الإسلامية بعد هجرة النبي -صلى الله عليه وسلم- إليها من مكة المكرمة، وفي ما يلي بيان أهمِّ تلك الآثار الإسلامية ومكانتها الدينية عند المسلمين:[٢] المسجد النبوي الشريف: يُعتبر المسجد النبوي الشريف من أهمِّ وأبرز الآثار الإسلامية في المدينة المنورة، كما أنّه ثالث المساجد الثلاثة التي جاء ذكرها في حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- بالنهي عن شدِّ الرِّحال إلا إليها، وذلك في الحديث الصحيح الذي يرويه أبو سعيدٍ الخدري رضي الله عنه عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنّه قال: (لا تُشَدُّ الرِّحالُ إلَّا إلى ثلاثةِ مساجِدَ: المسجِدِ الحرامِ والمسجِدِ الأقصى ومسجدي هذا).[٣] البقيع: والبقيع هو المكان الذي اختاره النبي -صلى الله عليه وسلم- ليُدفن فيه أهل المدينة، وقد دُفِنَ فيه زوجات النبي وأهل بيته والكثير الكثير من الصحابة الكرام الذين وصل عددهم إلى الآلاف، كما دُفن فيه الكثير من التابعين وعددٌ من أهل العلم والفضل في الإسلام، وللدفن في البقيع ميزات كثيرة وخصالٌ جليلة، أهمها شفاعة النبي -صلى الله عليه وسلم- لأهلها، وملازمة الصحابة من المهاجرين والأنصار والتابعين وخيرة أهل الأرض من العلماء العاملين وغيرهم.[٤] المساجد السبعة: والمساجد السبعة هي أماكن اختارها النبي -صلى الله عليه وسلم- أثناء غزوة الخندق التي جرت بين المسلمين والأحزاب التي تحالفت مع قريش؛ حيثُ اتَّخذ النبي -صلى الله عليه وسلم- تلك الأماكن لوضع خيمته فيها، وهي موجودةً في موقعٍ يُطلَق عليه اسم جبل سلع، وقد قام النبي -صلى الله عليه وسلم- بالصلاة فيها والدعاء على أهل الأحزاب من مشركي قريش ومن ساندهم، كما أمر النبي أصحابه بنصب خيامهم في تلك البقعة ضمن أماكن مُتفرّقة بحدود موقع الخندق، وبعد انتهاء المعركة وترك الموقع من قِبَل النبي وأصحابه جرى تحديد الأماكن التي وضعت فيها خيمة النبي وخيام أصحابه، ثم بُنيَت عليها بعد ذلك مساجد خُصِّصَت لهذه الأماكن. مسجد الجمعة: وهذا المسجد كذلك قصته مشابهة للمساجد السبعة؛ إذ إنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- عندما هاجر إلى المدينة المنـورة قادماً من مكة المكرمة وقبل وصوله إلى المدينة، توجه إلى قباء وأقام فيها أربعة أيام، فمكث فيها من يوم الاثنين إلى يوم الجمعة، ثم توجّه إلى المدينة المنورة قبل صلاة الجمعة، وبعد انطلاقه من قباء ببرهة أدركته صلاة الجمعـة فصلاها في وادٍ يقال له وادي الرانوناء، وقد جرى بعد ذلك تحديد ذلك الموضع وبُنِيَ عليه مسجدٌ من الحجر وسُمّي بمسجد الجمعة، وقد تهدَّم ذلك المسجد عدة مرات، وفي كل مرة كان يُعاد بناؤه حتى عام 1409هجرية، وبعدها أمر خادم الحرمين الشريفين بهدمه وإعادة بنائه مرةً أخرى بقصد توسعته وإضافة بعض المرافق الخدمية إليه؛ كسكن الإمام والمؤذن، ودورات المياه، كما جرى تزويده حينها بمكتبة ومدرسة لتحفيظ القرآن الكريم ومصلّى للنساء. مسجد ذي الحليفة: ويعرف بمسجد الميقات أو مسجد الشجرة، أمّا سبب تسميته بمسجد الشجرة فلأنّ النبي صلى الله عليه وسلم كان ينزل تحت شجرة في ذلك الموقع من ذي الحليفة، وذو الحليفة هو الميقات المُحدّد لأهل المدينة ومن يمرُّ بها. جبل الرماة: وجبل الرماة هو جبلٌ صغير الحجم يقع بمحيط جبل أحد وفي القرب منه، وتحديداً يقع فى الجهة الجنوبية الغربية من جبل أحد فى مكان وقوع غزوة أحد. مسجد القبلتين: يقع مسجد القبلتين على ربوة من منطقة تُسمّى الحرة الغربية أو حرة الوبرة، وقد بناه قومٌ من أهل المدينة يقال لهم بني سواد بن غنم، وكان ذلك في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، ويحتلُّ هذا المسجد مكانةً بارزةً في التاريخ الإسلامي؛ حيثُ جرى فيه تغيير قبلة المسلمين من المسجد الأقصى المبارك إلى الكعبة المشرفة وقد كان ذلك يوم الخامس عشر من شهر شعبان من السنة الثانية للهجرة الشريفة. مسجد قباء: هو أول مسجدٍ في الإسلام، وقد شارك النبي -صلى الله عليه وسلم- ببنائه بنفسه مع الصحابة الكرام، وقد أسّس ذلك المسجد على التقوى، وفيه جاء قول الله تعالى: (لَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَىٰ مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ ۚ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُوا ۚ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ)،[٥] ويقع مسجد قباء في الجهة الجنوبية الغربية من المدينة المنورة، وفيه قبةٌ قائمةٌ قيل أنها موضع بروك ناقة النبي -صلى الله عليه وسلم- لمّا وصل المدينة، ومن آثاره البارزة حجـرٌ نُقِشَ عليه تاريخ إعادة بناء المسجد من أحد الأشراف، وكان ذلك عام أربعمائة وخمسة وثلاثون للهجرة، وقد جرت الكتابة بالخـط الكوفي، وهو على بعد ما يقارب النصف ساعة من المشي المعتدل عن المسجد النبوي الشريف. مقبرة شهداء أُحد: سُمّيت مقبرة شهداء أُحد بذلك؛ لكونها تضم رفات الشهداء الذين استشهدوا في معركة أُحد، وهم سبعون شهيداً أبرزهم حمزة عم النبي صلى الله عليه وسلم، ومصعب بن عمير، وغيرهم، وتقع هذه المقبرة إلى الجهة الشمالية من المسجد النبوي، وتبعد عنه ما يقارب 5 كم، وهي بجوار جبل أُحد الذي جرت حوله معركة أُحد، ويُستحبّ لمن قدم إلى المدينة أن يزور مقبرة أُحد للسلام على شهداء أُحد من الصحابة الكرام رضوان الله عليهم أجمعين.[٦] مسجد العنبرية: وهو مسجدٌ أُقيم في عهد الدولة العثمانية، ويقع إلى الجهة الغربية من الحرم النبوي الشريف، وعلى مقربةٍ من محطة سكة الحديد الحجازية، وهو محاطٌ بحديقة دائرية الشكل. معالم دينية وأثرية أخرى في المدينة إضافة إلى ما ذُكر من المعالم الدينية السابقة في المدينة المنورة، فإنّ فيها العديد من الآثار الدينية والأثرية والتي تُظهِر عُمق التاريخ الإسلامي المُتربّع في مدينة النبي صلى الله عليه وسلم، كما تُشير تلك المواقع إلى رمزية المكان وأهميته، ومن تلك الآثار دار الصحابي الجليل أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه التي نزل بها النبي صلى الله عليه وسلم لما قدم من مكة المكرمة إلى المدينة، وقد أُقيمَ على أنقاض دار أبي أيوب الأنصاري مدرسة، ثم تحوّلت تلك المدرسة إلى مسجد ثم أُدخلت ضمن التوسعة التي جرت للمسجد النبوي، فأصبحت جزءاً منه، ومن أبرز الأماكن الأثرية كذلك دار الحسن بن زيد ابن حفيد رسول الله صلى الله عليه وسلم الحسن بن علي بن أبي طالب، وفيها كذلك دار جعفر الصادق، وقد أُزيلت جميع تلك الدور لتوسعة المسجد النبوي، ومن الأماكن الأثرية كذلك في المدينة المنورة محطة الشام التي أُنشئت في عهد السلطان العثماني عبدالحميد الثاني، وهي على غرار محطة الحجاز في دمشق، وقد رُبِطَت تلك المحطة المدينة المنورة ومكة المكرمة ببلاد الشام المرتبطة بإسطنبول عاصمة الخلافة العثمانية في وقتها


تعريف النفاق وأنواعه النفاق هو أن يُظهر المرء الإسلام، وهو يبطن في داخله الكفر، وسمّي بذلك؛ لأنّه كالذي يمشي في نفقٍ يدخل من بابٍ منه إلى الإسلام، ويخرج من الباب الآخر، وهذا ما وصفه الله -سبحانه وتعالى- في حال المنافقين في قوله: (وَإِذَا جَاءُوكُمْ قَالُوا آمَنَّا وَقَد دَّخَلُوا بِالْكُفْرِ وَهُمْ قَدْ خَرَجُوا بِهِ).[١][٢] تفسير حديث آية المنافق ثلاث أورد البخاري في صحيحه في كتاب الإيمان باب علامة المنافق، قول النبي صلى الله عليه وسلم: (آية المنافق ثلاثٌ: إذا حدَّث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤْتمن خان)،[٣] وقد اختلف العلماء في سبب إلحاق البخاري لحديث آية المنافق ثلاث لكتاب الإيمان، فمنهم من قال أنّ المعاصي تُنقِص الإيمان، كما إنّ الطاعة تزيد الإيمان، ومنهم من ذهب إلى أنّ النفاق علامةٌ على عدم الإيمان، فناسب ذكر الحديث في كتاب الإيمان، أو إنّه ذكره في باب الإيمان حتى يُعلم أن بعض النفاق كفر، وبعضه الآخر ليس كفراً، والمقصود في قوله: (آية المنافق ثلاث)؛ فالآية: هي العلامة، وإفراد كلمة آية إمّا أن المراد منها الجنس، أي إن أيّ علامةٍ من الثلاث المذكورة في الحديث تدل على النفاق، أو إنّ علامة النفاق لا تحصل إلا باجتماع الخصال الثلاث، والأوّل أنسب لمنهج البخاري،[٤] وقد ذهب العلماء في تفسير حديث آية المنافق ثلاث إلى خمسة أقوال:[٥] القول الأول: إن المقصود بالحديث هو تشبيه المسلم المتّصف بهذه الأخلاق الذميمة بالمنافق، فالحديث على سبيل المجاز، لا على سبيل الحقيقة، وهذا ما قاله النووي. القول الثاني: إن المقصود بالنفاق في الحديث ما تعلّق به العمل، وليس النفاق الاعتقادي، وهذا ما قاله الإمام القرطبي، ورجّحه ابن رجب، وابن حجر العسقلاني، وهو أرجح الأقوال. القول الثالث: إنّ لفظة النفاق كان المقصود منها الإنذار، والتحذير من ارتكاب هذه الخصال، وهذا ما قاله الخطّابي. القول الرابع: إنّ المقصود بالحديث هو الشخص الذي أصبحت هذه الصفات من سجيّاته، وخُلقه الدائم، لأنّه اعتادها، وتهاون بها، وكأنه استحلّها، ومثل هذا يغلب عليه فساد الاعتقاد. القول الخامس: ليس المقصود بالحديث المسلمين، وإنّما المنافقون الحقيقيون الذين كانوا في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم، ولكن ضعَّف هذا القول ابن رجب. إذا حدّث كذب الكذب عملٌ مذمومٌ، وصفةٌ رذيلةٌ من صفات المنافق وشُعب الكفر، وهو دليل على ضعف النفس، وانعدام الثقة، وحقارة الشأن، وهو خُلقٌ ساقطٌ بغيضٌ إلى الله تعالى، وإلى رسوله الكريم، وإلى الفِطَر السليمة الصادقة، يأباه الشرفاء، ويمقته العقلاء، يُهين أصحابه، ويُذلّهم، وهو سبب كل بلاء، فهو السبب في صدّ الناس عن الدين، وتكذيب الأنبياء، وقد ذكره النبي في حديث (آية المنافق ثلاثٍ) للتحذير منه والابتعاد عنه، ويمكن علاجه بما يأتي:[٦] تعريف الكاذب بحرمة الكذب وشدّة عقابه. تعويد النفس على تحمُّل المسؤولية وقول الحق، حتى لو كان في الصدق مشقّة على النفس. المحافظة على اللسان ومحاسبته. استبدال مجالس الكذب وفضول الكلام، بمجالس الذكر وحلقات العلم. العلم بأنّ الكاذب متّصفّ بصفةٍ من صفات المنافقين، وأن يستشعر أن الكذب طريقٌ للفجور، وأن الصدق يهدي إلى الجنة. تعويد الأطفال منذ الصغر على الصدق قولاً وفعلاً. إذا وعد أخلف إن من صفات المنافق أنّه إذا وعد أخلف، وهو على نوعين:[٧] النوع الأول: أن يعدَ شخصٌ شخصاً آخر، ويكون في نيّته أنّه لن يفي بوعده، وهذا أسوأ أنواع الإخلاف بالوعد، ومثال ذلك ما ذكره الأوزاعي: "لو قال: أفعل كذا إن شاء الله تعالى، ومن نيّته أن لا يفعل كان كذباً وخُلفاً". النوع الثاني: أن يعدَ شخصٌ شخصاً آخر، ويكون في نيّته أنّه سيفي بوعده، ثم يبدو له أمرٌ معين، فيخلف بوعده من غير عذرٍ له في الخلف. إذا أؤتمن خان تعتبر خيانة الأمانة من علامات النفاق العملي التي ذكرها النبي -صلى الله عليه وسلم- في حديث آية المنافق ثلاث، وخيانة الأمانة غير محصورةٍ في الودائع والأمور المالية فقط، ولكنها شاملةً لكلّ أنواع الخيانة القولية أو الفعلية، كإفشاءٌ الأسرار ونحو ذلك مما يؤتمن عليه الإنسان في تعامله مع من حوله، وقد حذّر القرآن الكريم من الخيانة، ونهى عنها في قوله تعالى: (فَلْيُؤَدِّ الَّذِي اؤْتُمِنَ أَمَانَتَهُ)،[٨] وهناك صورٌ للخيانة يجب الابتعاد عنها، لأنها تدلّ على عدم اكتمال الإيمان، كالخيانة بين العبد وربه، وتكون في العبادات والطاعات، والخيانة بين العبد وغيره من البشر، وتكون في مختلف صور المعاملات.[٩] صفات المنافقين أخبرنا الله -سبحانه وتعالى- عن صفاتٍ أخرى للمنافقين -غير الواردة في حديث آية المنافق ثلاث- لنبتعد عنها، ونتجنّبها، ومن هذه الصفات؛ المكر، والخداع، والاعتداء على الناس، والتكاسل، والتثاقل عن الصلاة، والغفلة، وقلّة ذكر الله تعالى، والرياء في الأعمال، فالرياء يدخل في صلاة المنافقين، و في صدقتهم، وحتى في ذكرهم لله تعالى، والتذبذب وعدم الثبات، فهم متردّدون أحياناً مع المؤمنين، وأحياناً أخرى مع الكافرين، فهم لا مع أهل الحق، ولا مع أهل الباطل، إنّما يتنقّلون مع من رَأوْ معه المصلحة والأمان والانتصار، سواء مؤمن أو كافر.[١٠] أنواع النفاق ينقسم النفاق إلى نوعين هما:[٢] النوع الأول: النفاق الأكبر وهو النفاق الاعتقادي، ومعناه أن يظهر الإنسان الإسلام، ويُبطن الكفر، وجميع ما ذُكر في القرآن الكريم من النفاق هو من هذا النوع، وهو النفاق الذي كان منتشراً في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، ونزل القرآن الكريم بتكفير أهل هذا النفاق وذمّهم، وبيّن أنّ مصيرهم في الدرك الأسفل من النار، وأنهم بهذا النفاق أصبحوا خارجين من ملّة الإسلام، أعداءً لله ورسوله، وقد وصف الله -سبحانه وتعالى- أصحاب هذا النفاق بشرّ الصفات منها؛ الكفر بالله تعالى، وعدم الإيمان به، والاستهزاء والسخرية من الدين وأهله، والصدّ عن سبيل الله تعالى، والكيد للمؤمنين، واتّخاذهم أعداء، والتفريق بين صفوفهم، وتمزيق وحدتهم. النوع الثاني: النفاق الأصغر وهو النفاق العملي، ومعناه قيام المسلم بعمل شيءٍ من أعمال المنافقين، لكن مع بقاء إيمانه في قلبه، وهذا النوع من النفاق لا يعتبر مُخرِجٌ من الملّة، لكنه وسيلةٌ إلى ذلك، فالمنافق من هذا النوع يكون في قلبه إيمانٌ ونفاقٌ، وإذا أكثر من النفاق أصبح منافقاً خالصاً.



حُكم العقيقة عن المولود اختلف الفقهاء في حُكم العقيقة على عدّة أقوال، هي:[١] القول الأول: استحباب العقيقة، وهو قول الجمهور من الشافعية والمالكية، والمشهور عند الحنابلة، وبه قال أبو ثور، واستدلّوا بعدّة أدلّة من السنة، كحديث النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: (كلّ غلامٍ رهينةٌ بعقيقتهِ، تُذبَحُ عنهُ يومُ سابعهِ، ويُحلقُ، ويُسمّى)،[٢] ووجه الدلالة من الحديث أنّ الرسول قد قرن بينها وبين الأمر بالتسمية والحلق؛ فهي لا تجب، فتكون من باب الاستحباب، وحديث النبيّ الذي بيّن فيه أنّ العقيقة على الاختيار، فصرف الأمر من الوجوب إلى الندب؛ فقال -عليه الصلاة والسلام-: (من وُلِدَ لهُ ولدٌ فأحبَّ أن يَنسُكَ عنهُ فلينسُكْ)،[٣] وهناك الكثير من الأحاديث التي وردت في باب العقيقة، وحملها أصحاب هذا القول على الاستحباب. القول الثاني: ليست من باب الوجوب ولا الاستحباب، وإنّما من باب المُباحات، وهو المشهور في مذهب الحنفية، وقد استدلّ الحنفية على قولهم بمجموعة من الأحاديث، كحديث النبيّ فيما رُوي عن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- عندما وُلِد له الحسن والحسين فقال لزوجته فاطمة -رضي الله عنها-: (أنَّ حسنَ بنَ عَلِيٍّ الأكبرَ حينَ وُلِدَ أرادتْ فاطمةُ أن تَعُقَّ عنه بِكَبْشَيْنِ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لا تَعُقِّي عنه ولكنِ احلِقِي رأسَهُ ثم تَصَدَّقِي بِوَزْنِهِ منَ الوَرِقِ في سبيلِ اللهِ، ثم ولدتْ حُسَيْنَ بَعْدَ ذَلِكَ فَصَنَعَتْ بِهِ مِثْلَ ذلِكَ)،[٤] ووجه الدلالة أنّ الحديث فيه نَهي عن العقيقة، وهذا النهي يُناقض الوجوب والاستحباب، فيكون من باب الإباحة، وقول النبيّ عندما سُئِل عن العقيقة: (لا يحبُّ اللَّهُ العقوق كأنَّهُ كرِهَ الاسمَ وقالَ من وُلِدَ لهُ ولدٌ فأحبَّ أن يَنسُكَ عنهُ فلينسُكْ عنِ الغلامِ شاتانِ مكافِئتانِ وعنِ الجاريةِ شاةٌ)،[٥] ووجه الدلالة منه أنّ الله لا يُحبّ العقوق؛ فيدلّ على عدم استحبابها، والنبيّ علَّقَ فعل العقيقة على من أراد؛ فتكون قرينة من النبيّ بالإباحة. حُكم العقيقة عن المولود الميّت اختلف الفقهاء في هذه المسألة إن كان المولود قد مات قبل اليوم السابع، أو في اليوم السابع وقبل أن يُعقّ عنه، وذلك على النحو الآتي: إذا مات قبل اليوم السابع: يُشرَع لمن وُلِد له طفل ومات قبل اليوم السابع أن يعقّ عنه، وموته قبل ذلك لا يمنع من العقّ عنه؛ لأنّ الأدلة الشرعية الدالة على العقيقة في اليوم السابع لم يرد فيها شيء يدلّ على ما يمنع منها.[٦] إذا مات في اليوم السابع: اختلف الفقهاء في حُكم العقيقة عن المولود الذي يموت في اليوم السابع قبل أن يُعقّ عنه، وذلك على قولَين، هما:[٧] الأول: الاستحباب، وهو قول بعض المالكية، وأحد قولَي الشافعية، ونظراً لكون الحنابلة ذهبوا إلى العقيقة عمّن مات قبل اليوم السابع؛ لأنّه نزل حيّاً، فيكون للميت في اليوم السابع الحكم نفسه. الثاني: لا يُعقّ عنه، وهو مذهب الإمام مالك، وقول عند الشافعية، والأفضل العقّ عنه؛ لعموم الأدلة التي تدلّ على العقيقة، فلو مات شخص بعد اليوم السابع فإنّه يُستحب العقّ عنه، وكذلك من مات في اليوم السابع وهو بداية وقت العقيقة.[٨] حُكم عقيقة الكبير عن نفسه الأصل في العقيقة أن يؤدّيها الوالد عن ولده، فلا يُطالب بها الأولاد، ولا الأُم، فإذا لم يعقّ الوالد عن ولده، فقد اختلف الفقهاء في جواز أن يعقّ عن نفسه عندما يكبر، والأصل أنّه يجوز ذلك، مع أنّ بعض الفقهاء ذهبوا إلى أنّ العقيقة لا تكون إلّا من الأب، ولا يُطالب بها غيره، وقد سُئِل الإمام أحمد عن ذلك، فقال: على الوالد؛ أي لا يعقّ الشخص عن نفسه، بل هي مطلوبة من والده،[٩] وهو قول الحنابلة والمالكية،[١٠] في حين يرى الشافعية أنّه يُستحَبّ لمن علم أنّ أباه لم يعقّ عنه أن يعقّ عن نفسه؛ لما فيها من كسب الأجر، وتطبيق سُنّة النبي في العقيقة، ولما فيها أيضاً من دفعٍ للمصائب، وتكفير للذنوب، ورَفع للدرجات.[١١] مسائل مُتعلّقة بأحكام العقيقة هناك بعض المسائل التي تتعلّق بالعقيقة وفي ما يأتي استعراضها: حُكم العقيقة قبل الولادة: اتّفق الفقهاء على عدم جواز ذبح العقيقة قبل وجود سببها وهو الولادة، فإن ذبحها قبل الولادة تكون شاة لحم، ولا تُعتبَر عقيقة.[١٢] الفرق بين العقيقة والأضحية: تتشابه العقيقة والأضحية في أمور كثيرة، إلّا أنّهما تختلفان في عدّة نقاط، وهي: أنّه من السنّة طبخ العقيقة، وألّا يُكسَر عظمها، وأن تُهدى إلى المرأة التي تتولّى مهمّة إخراج المولود والتي تُسمّى (القابِلة) رِجلَ العقيقة غير مطبوخة؛ لفعل فاطمة -رضي الله عنها- عندما أمرها النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- بذلك.[١٣] حساب يوم الولادة في الأيّام السبعة أو عدمه: اختلف الفقهاء في حساب يوم الولادة من الأيّام السبعة، أو عدم حسابه، وذلك على قولَين، هما:[١٤] القول الأول: لا يُحسَب اليوم الأول من الأيام السبعة إن جاء المولود في النهار بعد الفجر، وإن جاء قبل الفجر فإنّه يُحسَب، وهو قول الإمام مالك، والمُعتمد عند الشافعية. القول الثاني: يُحسَب يوم الولادة من ضمن الأيّام السبعة، وهو قول الحنابلة، والأحوط عندهم ألّا يُحسَب إن كانت ولادته ليلاً، ويُحسَب إن وُلِد نهاراً.[١٥] حُكم ذبح العقيقة خارج البلد يجوز ذبح العقيقة داخل البلد التي يكون فيها الطفل أو خارجها، ويجوز توزيع لحمها داخل البلد وخارجه، والأفضل أن يكون الذبح والتوزيع داخل البلد، وقِيل إنّها تُذبَح في البلد الذي يكون فيه المُخاطب بالعقيقة؛ سواءً أكان الوالد، أو غيره، فقد قال بعض الفقهاء لمن يرسل النقود إلى شخص آخر خارج البلد ليعقّ عن ابنه إنّه من الأفضل أن يكون الذبح باليد، فإن لم يستطع الذبح، فإنّه يحضر عملية الذبح؛ ليستشعر تقرُّبه إلى الله بهذه الذبيحة، فهي ليست مسألة نقود فحسب


alshamelnews

{picture#https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEjMx7n0mCQhAcwTr2HOr9QuhcN3SK5AetAWwVrbCxm5SzJ6uenlpiOXLQfV-8Zi-Fzxt1WEmd9eRhjBTukjyCVC6-qhjfbqRYQ0isjRiRN-m-MDBDi9kM6U-3X0OKuQV4nc_zkEMWN7ba8/s0/%25D8%25B4%25D8%25A7%25D9%2585%25D9%2584.jpg} اعجبك المقال يرجى مشاركة الموضوع لتعم الفائدة
يتم التشغيل بواسطة Blogger.