مفهوم الصداقة تعتبر الصداقة أحد أعذب المناهل التي تساعد الإنسان على الاستمتاع بالحياة، كما أنّها علاقةٌ معروفةٌ منذ أقدم العصور، وذلك لأنّها تعتبر من أهم العلاقات الإنسانية التي تأخذ صدىً كبيراً في مجالات الحياة المختلفة، سواء أكانت نفسية، أم اجتماعية، أم في مجالات الأدب والفنون، حيث إنّها من أهم الأمور التي تساعد على النهوض في العلاقات الاجتماعية، وتحمي الصحة النفسية للفرد، بالإضافة إلى أنّها تمنع من التعرض للوحدة والانطوائية، وتعمل على بناء أسس سليمة؛ من أجل التوافق والتجرد من المصالح.[١] تعتبر الصداقة إحدى العلاقات المميزة في مجتمعنا، وذلك لأنّها تساعد على بلورة شخصية الإنسان إلى الأفضل، خاصةً مع توافر الأخلاق الحسنة، كما أنّها تكون مبنيةً على الاهتمام المتبادل، والمحبة الصادقة التي تظهر من خلال القلق على كلّ ما يصب في مصلحة الصديق، بالإضافة إلى أنّ هذه العلاقة تكون مستمرة بشكل دائم، وإن كَثُرت مشاغل الحياة.[٢] أهمية الصداقة تتمثّل أهمية الصداقة في تحسين طبيعة الحياة، حيث إنّ وجود أشخاص إيجابيين في حياة الإنسان يُشعره بالسعادة، والدعم، والامتنان، ويُقلّل شعوره بالوحدة، ويجعله أكثر قدرةً على العطاء ومساعدة الآخرين، وبهذا فإنّ الصداقات لا تقتصر على تحسين طبيعة الحياة فقط إنّما تُساهم في تطوير المهارات الشخصية،[٣] ومن جهةٍ أخرى تُساهم الصداقة في تعزيز الصحة العقلية والصحة الجسدية؛ إذ يُساعد الأصدقاء على التعامل مع التوتر بشكل أفضل، ويمنحون أصدقاءهم خيارات أفضل تُبقيهم أقوياء، وأخيراً فقد وُجد أنّ الصداقة تُساهم في تعافي الشخص من مرضه بشكلٍ أسرع.[٣] صفات الصديق هناك العديد من الصفات التي يتميّز بها الصديق الحقيقي، ومنها ما يأتي:[٤] توافر الرغبة لديه في أن يكون صديقه مسروراً دائماً. الاهتمام بما يقوله صديقه. تقديم التشجيع والدعم لصديقه. قبوله بصديقه كما هو. شعوره بالسعادة عندما ينجح صديقه بإنجاز شيء ما. الاعتذار من صديقه عندما يُخطئ بشيءٍ ما. نُصح صديقه بشكل دائم. الاحتفاظ بالأسرار الشخصية بينهما. الصداقة المثالية تتمثل الصداقة المثالية بمشاركة الصديق الهموم، ومساندته في أيسر الأمور وأشدّها، فلا خير في صديقٍ يتخلى عن صديقه وقت الضيق، فإن فعل ذلك فهو لم يكن صديقاً حقيقياً منذ بداية العلاقة، فالكثير من المواقف تختبر الصديق الحقيقيّ من الصاحب والرفيق، وتتميز الصداقة بأنها بيت للأسرار، ولا يجوز الوشاية والإفصاح عنها، فهنا يكمن العهد والوعد بأنّ كلاً منهما مفتاحُ أسرار الآخر، ولا بدّ من الحرص على عدم دخول الفتنة بينهما، وأن تكون الحكمة هي أساس الصداقة، فلا يجوز للآخر التخلّي عن صديقه، ولا فضح أسراره للآخرين، فقد وضع كلُّ شخص كامل ثقته بالآخر، فإذا تزعزعت هذه الثقة انتهت الصداقة، ويُثمّن الصديق بسؤال صديقه عنه وقت غيابه، ويحفظه أيضاً وقت غيابه، ويدافع عنه في وجه من أراد به السوء، فالصديق في النهاية هو أخٌ لم تلده الأم، بل هو أقرب من ذلك، وهو ذلك الإنسان الذي يعتبره الشخص مرآة لنفسه.[٥] ويمكن للصديق المثالي أن يصبح شخصاً مقرباً للعائلة وليس لشخص واحد فقط، بحيث يكون مطلعاً على حياة صديقه الشخصية والعائلية، ويمكن التكلم معه في الأمور التي يصعب طرحها على العائلة والأقرباء، فالصداقة هي العلاقة الأصيلة التي لا تزول مع زوال المصالح والعلاقات الاجتماعية الأخرى.[٦] طرق للتعرف على أصدقاء جدد رغم أنّ امتلاك الشّخص للعديد من الأصدقاء والمعارف من الأمور الجيّدة، إلّا أنّ عدد الأصدقاء الحقيقيين أو المقرّبين ليس بالضّرورة أن يكون كثيراً، وللحصول على المزيد من المعارف والأصدقاء بالإمكان المشاركة في النّوادي أو التّجمعات التي يعمل أعضاؤها على المشاركة في إحدى الهوايات المفضّلة، أو التّسجيل في دورات تعليمية، أو زيارة مواقع الويب والتّواصل مع أصدقاء جدد في نفس المنطقة أو المدينة، أو التّطوّع في إحدى المستشفيات، أو أماكن العبادة، أو المتاحف، أو المراكز المجتمعية، أو الجمعيات الخيرية أو غيرها، كما يُمكن التّعرّف على أصدقاء جدد من خلال قبول الدّعوات الاجتماعية كالدّعوة لتناول الطّعام مثلاً.[٧] كيفية المحافظة على الصداقة يوجد عدّة طرق تُساعد على تقوية العلاقة مع الصديق وتُعززها، فالصداقة تتطلب بذل الجهد والوقت للمحافظة عليها، كما أنّ التواصل مع الصديق، ودعمه، ومساندته، سيُعمّق العلاقة بين الأصدقاء ويُقويها، وسيُساعد على التغلب على أيّ عقبات من الممكن مواجهتها في الحياة، ومن هذه الطرق ما يأتي:[٨] التواصل مع الصديق باستمرار يُساعد التواصل المستمر مع الصديق على الحفاظ على الصداقة وتوطيدها، ويكون ذلك من خلال مراسلته إلكترونياً برسالة نصية يومياً وبانتظام، كإرسال مقطع مضحك له أو رابط لمقال مسلٍّ، مع عدم الانزعاج في حال تأخر الرد، والأخذ بالاعتبار أنّه من الممكن أن يكون مشغولاً عند استلامه الرسالة، كما يُفضّل تخصيص وقت ثابت مناسب لكلا الطرفين للمحادثة عبر الهاتف، وذلك للاطمئنان عليه، ومعرفة آخر المستجدات في حياته.[٨] الالتقاء به يُعتبر التواصل المباشر مع الصديق من أفضل الطرق للحفاظ على الصداقة وإنعاشها باستمرار، كممارسة نشاط ما سوياً، أو زيارة متحف، أو تناول الطعام معاً في أحد المطاعم، أو مشاهدة فيلم، أو حضور حفلة موسيقية معاً، وفي حال سفر الصديق أو تواجده في منطقة بعيدة، فمن الممكن التخطيط لقضاء إجازة معاً لخلق ذكريات جديدة، أو يُمكن استخدام برامج دردشة الفيديو للتحدث معه ورؤيته.[٨] مساعدة الصديق وقت الحاجة تُعتبر مساعدة الصديق والبقاء إلى جانبه في محنته وفي أوقاته العصيبة من أهمّ ما يُحافظ على الصداقة، فالصديق الحقيقي لا يتردد في مساعدة صديقه وقت الضيق، سواءً من خلال حلّ مشكلته بشكل مباشر، أو دعمه نفسياً إن لم يكن يملك الحلّ المناسب، حتّى يتجاوز تلك المرحلة.[٨] علامات انتهاء الصداقة لا تدوم كلّ الصداقات مدى الحياة، ففي بعض الأحيان يحتاج الشخص لإنهاء علاقة الصداقة وعدم الاستمرار فيها، وذلك بسبب بعض الأمور السلبية التي تطرأ على العلاقة، ومن هذه الأمور ما يأتي:[٤] المعاملة السيئة من قِبل الصديق. قيام الصديق بإفشاء أسرار صديقه. رغبة الصديق بألّا يكون لدى صديقه أصدقاء غيره. تجاهل الصديق لصديقه وعدم الإصغاء له. محاولة الصديق غالباً التحكّم في حياة صديقه.