الهندوسية تُعدّ الهندوسيّة من الديانات القديمة التي يُقدّرُ عدد أتباعها بأكثر من مليار شخص، واشتُقّت كلمة هندوسيّة من الاسم هِندُو الذي يعود لأصلٍ فارسيّ، ولكنه لم يُستخدم لوصف هذه الديانة، بل اعتمد عليه الفُرس في وصف القبائل التي تعيش خلف نهر السند، ومن ثمّ استُخدِمَ المُصطلح في التعبير عن العادات الدينيّة للشعب الهندوسي؛ ممّا أدّى إلى تسمية ديانة الهندوس باسم الهندوسيّة، ولكن اسمها الأصلي هو آريا دهرم أو ويدِك دهرم، كما أُطلِقَ عليها اسم الهندوكية.[١] تأثرت الهندوسيّة بالعديد من العقائد الدينيّة، واعتمد تأثرها على ثلاث مراحل، فالمرحلة الأولى هي مرحلة اعتبار الهندوسيّة هنديّة أصليّة وتامة وظلّت هذه المرحلة حتّى القرن الثالث ق.م، والمرحلة الثانيّة هي مرحلة التأثر في المُعتقدات والديانات الأُخرى، واعتمدت على وصول جيوش الإسكندر إلى الهند، وتأثُّر الهندوسيّة بعقائدهم الدينيّة التي تجمع بين الفارسيّة والكلدانيّة والآراميّة والمصريّة واليونانيّة، أمّا المرحلة الثالثة فهي مرحلة القرن السابع للميلاد التي تأثّرت فيها الهندوسيّة بالإسلام.[١] تاريخ الهندوسية تعود أصول وبدايات الهندوسيّة إلى فترة ما قبل التاريخ، فظهرت نتيجةً لتركيبةٍ من عدّة ديانات وثقافات وعقائد اندمجت معاً، واهتمّت جميعها بالحياة الآخرة والقداسة؛ لذلك لم تمتلك الهندوسيّة كتاباً مُقدساً واحداً، بل اعتمدت على العديد من الكُتب، مثل المهابهاراتا والرامايانا والڤيدا.[٢] كانت بداية تاريخ الهندوسيّة مُعتمدةً على عبادة الهندوس للآلهة التي تُمثّل الطبيعة المُحيطة بهم كالشمس والمطر، ومع الوقت صارت مظاهر العبادة هذه تظهر في أشكال متنوعة، وتُمثّل جميعها براهمان الروح العالميّة التي تجمع العديد من الآلهة معاً، مثل شيڤا وڤيشنو وبراهما، وبناءً على المعتقدات الهندوسيّة تُعدّ معظم الحيوانات مُقدّسة، مثل الأفاعي والقرود والبقر.[٢] خلال تعاقب الحُقب التاريخيّة تطورت الهندوسيّة؛ عن طريق تأثرها بست مدارس دينيّة وفلسفيّة ساهمت في تأسيس الثقافة الهندوسيّة الدينيّة، وتشمل المدارس الآتية:[٢] ڤيدانتا: هي مدرسة حرصت على تفسير الموضوعات المُتخصصة بالديانة، والموجودة في كتبها السابقة. بورفاميمامسا: هي مدرسة مُتخصصة بالأناشيد الهندوسيّة الدينيّة والتعاويذ والترانيم. اليوغا: هي عدّة تمرينات وتدريبات حيويّة وعقليّة تعتمد على تحرير روح الفرد من جسده؛ حتّى تتوحد مع البراهمان. سانكيا: هي مدرسة اهتمّت بتطوُّر العالم وأصله. ڤايشسكا: هي مدرسة اهتمّت بطبيعة الكون. النيايا: هي مدرسة اهتمّت بمنطق الهندوسيّة. أدّى وصول الآريين للهند إلى انتشار الطبقيّة بين الهندوس، وشملت الطبقات الأساسيّة الآتية:[٢] المنبوذون: هم مجموعة من الأفراد الذين يُصنّفون في نهاية الطبقات الاجتماعيّة؛ لذلك لا يَعترِف بهم الهندوس؛ بسبب عملهم في مهن لا تُجيز الهندوسيّة على أفرادها العمل بها، مثل النظافة العامة والدباغة. طبقة السودرا: هي طبقة الخدم والعُمال. طبقة ڤايسيا: هي طبقة الحِرَفيين والتّجار. طبقة الكشاتريا: هي طبقة المحاربين والحُكام. طبقة البراهمانيين: هي طبقة رجال الدين والعُلماء. العقائد الهندوسية ظهرت العقائد الهندوسيّة نتيجةً لتأثرها في التطوّرات الناتجة عن التعاليم الدينيّة القديمة، وساهمت جميع هذه التعاليم في تأسيس القيم الروحيّة، والعقائد الخاصة بالهندوسيّة، والمُشتركة مع عقائد الديانات الأُخرى التي انتشرت في آسيا، وفي ما يأتي مجموعة من العقائد الخاصة بالديانة الهندوسيّة:[٣] الإيمان بالله الخالق الذي يُسيطر على الكون ويبعث الحياة، بمشاركة الإله شيفا المُتخصص بالتدمير، والإله فشنو المُتخصص بالحفظ. ممارسة العبادات الهندوسيّة في المعابد والهياكل، والذهاب إلى نهر الغانج المُقدس؛ من أجل التطهر من الآثام والخطايا. تنوّع الآلهة الهندوسيّة بين عبادة المخلوقات كالجن والملائكة في الهندوسيّة التوحيديّة، وعبادة أشكال الطبيعة مثل النجوم والشمس. الإيمان بعدم استمرار العالم إلى الأبد؛ حيث تُدرك الهندوسيّة أنّ كلّ شيء في العالم سينهار بأحد الأيام. الاهتمام بالحيوانات التي لا يوجد أي فرق بينها وبين الإنسان، فترى الهندوسيّة أنه من الممكن انتقال الأرواح بين الإنسان والحيوانات؛ عن طريق عقيدة التناسخ التي يُؤمن بها الهندوس. حرق جسم الشخص الميت؛ حتّى تتمكّن روحه من التخلص من جسمه. السعي إلى تطبيق الروحيّة في الحياة للشخص الهندوسيّ؛ عن طريق تحقيق الوحدة والسعادة مع البراهمان. تطبيق نظام أخلاقيّ يعتمد على الفضائل والقيم. الدفاع عن جميع الحقوق الخاصة بالحيوانات. لا تعرّف الهندوسيّة جهنم والجنة مثل الديانات التوحيديّة، ولا يُعدّ هدفها النهائي وصول الفرد إلى السماء. العبادات الهندوسية يعتمد الأشخاص الذين ينتمون إلى الديانة الهندوسيّة على تطبيق عدّة عبادات، وهي:[٤] الطهارة: وتشمل نوعين، وهما: الطهارة المُعتمدة على الماء، والطهارة المعنويّة الخاصة بطهارة الروح والقلب. الصلاة: هي من العبادات المهمة في الهندوسيّة، وتعتمد تأديتها على فترتين خلال اليوم، فيصلي الهندوس من الفجر إلى شروق الشمس، ومن حلول الليل إلى طلوع النجوم في السماء، ويصلّي كلّ شخصٍ بشكلٍ فرديّ، وتختلف الصلاة التي يؤديها الرجل عن الصلاة التي تؤديها المرأة، وتُطبّق الصلاة في البيوت والمعابد. اليوغا: هي العبادات الروحيّة والجسميّة المعتمدة على الرياضة، ويُطبّقها الهندوس بهدف تعزيز اتّحادهم مع آلهتهم مثلما يعتقدون. الحجّ: هو ذهاب الهندوس إلى نهر الغانج والاستحمام بمائه للحصول على الطّهارة من الخطايا. إحراق الموتى: هي من العبادات التي يعتقد من خلالها الهندوس أن لا قيمة للجسم البشريّ؛ لأنّه المركب الخاص بالروح، فعندما تُغادر الروح الجسم يجب حرقه ورمي رماده في نهر الغانج بعد قراءة مجموعة من التعويذات الدينيّة. الوضيمة: وتُعرف أيضاً باسم السرادة، وهي نوع من أنواع الاحتفالات الهندوسيّة الخاصة بالأموات؛ بهدف مساعدة أرواحهم للوصول إلى السماء، وتعزيز قبولها ضمن مجموعة الأرواح الخالصة، وعندما لا يُنفّذ احتفال الوضيمة تتوه الروح في الأرض، ويُلعَن الأشخاص الذين يتأخّرون عن تنفيذ هذا الاحتفال تجاه الأموات من عائلاتهم.

إرسال تعليق

alshamelnews

{picture#https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEjMx7n0mCQhAcwTr2HOr9QuhcN3SK5AetAWwVrbCxm5SzJ6uenlpiOXLQfV-8Zi-Fzxt1WEmd9eRhjBTukjyCVC6-qhjfbqRYQ0isjRiRN-m-MDBDi9kM6U-3X0OKuQV4nc_zkEMWN7ba8/s0/%25D8%25B4%25D8%25A7%25D9%2585%25D9%2584.jpg} اعجبك المقال يرجى مشاركة الموضوع لتعم الفائدة
يتم التشغيل بواسطة Blogger.