مهارات التحدث والاستماع تعدّ اللغة وسيلة التواصل الأساسية بين البشر، وتكون إما محكية وإما مكتوبة، وللنوعين مهاراته الخاصة، ويعدّ التواصل الشفوي من أكثر أنواع التواصل انتشاراً واستخداماً بين الناس، ولتطوير اللغة المنطوقة نحتاج لفني التحدث والاستماع، أما اللغة المكتوبة فتمثلهما القراءة والكتابة، ولتمكّن الإنسان من مهارات التحدث والاستماع أهمية كبيرة في حياته، فيستطيع من خلالهما التعبير عن احتياجاته وفهم الآخرين والتواصل البناء معهم، وتُعتبر مهارة التحدث فناً يتعامل مع العقل والعاطفة، ويركز على العاطفة بشكلٍ أكبر؛ لرغبة المتحدّث في إقناع الطرف الآخر والتأثير فيه. كيفية إتقان مهارة التحدث المتحدث البارع يبحث عن الوسائل والطرق التي تقوي من هذه المهارة لديه وتنمّيها، ومن هذه الوسائل ما يلي:[١][٢] الإيمان بما يقول، وأن يكون قدوة حسنة للمستمعين، فلا يطلب منهم فعل أمرٍ هو لا يقدم عليه، بل يجب أن يكون أوّل المطبقين له. معرفة الفرد أنّ آراء الناس مختلفة، ويظهر ذلك في كثيرٍ من الأمور، كما هو الحال في الأمزجة، والأشكال والألوان فهي تختلف من شخصٍ إلى آخر، والشخص العاقل لا يجد من يخالفه الرأي عدواً له، أو خصماً له، بل يتقبل منه الرأي المختلف، ويُساعد على إظهار الحق، حتى وإن كان من الطرف الآخر. التقليل من الكلام، فلا يستأثر الكلام لنفسه فقط، وعليه مراعاة الوقت أثناء الحديث، وعدم الإطالة؛ حتى لا يملّ المستمعون من حديثه. الاستعانة بالأمثلة، فالمثال الجيد، والمناسب، يوضح الفكرة المرادة، ويُقنع الآخرين، ويبقى راسخاً في ذهن السامع. البحث عن النقاط المشتركة، بين المتحدث والطرف الآخر، فهذا الأمر يُساعد على قبول كلام المتحدث بصورة أكبر، وجعل الطرف الآخر يشعر أنّ الفكرة هي فكرته هو. العلم، فعلى المتحدث أن يكون على معرفةٍ بالموضوع الذي يتحدث عنه. الإعداد الجيد، يجب على المتحدث في موضوعٍ مهم أمام مجموعة من الناس، تحضير ذلك الموضوع وإعداده إعداداً مسبقاً؛ حتى يكون أبلغ في إيصال المعلومة إلى الآخرين. امتلاك المتحدث لمجموعةٍ واسعةٍ من المفردات اللغوية التي تُعينه وتُساعده على التعبير عن المعنى المراد. وضع هدف واضح من الحديث، كإيصال معلومة جديدة مثلاً، فالحديث الذي يخلو من هدف، أو الذي يقوم على هدفٍ ضعيف، يفتقد إلى روح التأثير والإقناع، ولذلك يجب أن ينال الموضوع اهتمام المستمعين، وعنايتهم. الثقة بالنفس؛ على المتحدث الماهر أن يكون واثقاً من نفسهِ، ليصل إلى قلوب وعقول المستمعين إليه، وبذلك يحقق الأهداف التي يسعى إليها. الصدق وهي من أهم الأخلاق التي يجب أن يتخلّق بها المتحدث، فيلتمس الصدق والأمانة في نقل المعلومة الصحيحة للمستمع ويتحرى كذلك الصدق في العاطفة والمشاعر التي يظهرها للآخرين. مراعاة حال المستمع، وذلك أن يختار الموضوع واللفظ المناسبين للمستمع، فيُراعي القول: (خاطبوا الناس على قدر عقولهم). الاستماع الجيد، فكما أنّ المتحدث يجب أن يُتقن فن الحديث والإلقاء، عليه أيضاً أن يُتقن فن الاستماع إلى الآخرين، ومُداخلاتهم حتى يكسب ثقتهم، ويستمعوا إليه أثناء كلامه. مفهوم مهارة الاستماع الإصغاء أو الاستماع يتطلب من الفرد مزيداً من التفكير والاهتمام، فحاله كحال الكتابة والتحدث، وإذا لم يهتم الإنسان بمهارة الاستماع لديه، فإنه لن يتعلم الكثير، ولن يتذكر ما تعلمه. ويرى بعض الخبراء في هذا المجال، أنّ الإنسان يمكن أن يكتسب أرباحاً عظيمة، من خلال هذه المهارة، وإذا أضافها إلى المهارات الأخرى، التي يتميز بها كمهارة الحفظ والفهم، استطاع أن يُصبح إنساناً فعّالاً، في عصر المعلومات، والتقدم الذي نعيشهُ.[٣] كيفية إتقان مهارة الاستماع مهارة الاستماع، تتطلب من الإنسان الحضور الكامل، فإذا أصغى بأذنيه فقط، فإنّه بلا شك سيفقد جزءاً كبيراً من المعلومة؛ ذلك أنّ بعض عمليات التواصل تتم بدون كلمات، فمن يتميز بقدرتهِ على الاستماعِ الجيد يُبقي أعينه مفتوحة، أثناء عملية الإصغاء إلى الآخرين، والتواصل معهم، أما الأشخاص الذين لا يُجيدون الإصغاء الجيد إلى الناس، فإنّهم لا يجدون من يتحدث إليهم، أو يقدم لهم المعلومة إلا القليل من الناس. يقول الباحث جيروم: (لا يعبأ أي شخصٍ بالتحدث إلى مستمع ليس لديه نية السماع)، فالمستمع الجيد بأسلوبه الجميل في عملية الإصغاء يسهّل الأمر على المتحدث في إيصال المعلومة؛ لأنّه يُظهر اهتمامه بما يتحدث، ويمكن تلخيص الوسائل المهمة لإتقان مهارة الاستماع بما يلي:[٣] وجود نية الاستماع لدى الشخص، قبل إجراء عملية الحوار، واستحضارها، وإظهار ذلك للمتحدث، من خلال الاهتمام بما يقول. التخلص من كل شيء قد يُشغل الشخص عن الاستماع الجيد للمتحدث، أو يشتت انتباههُ؛ كالاستماع إلى المذياع مثلاً أو التلفاز. مقابلة المتحدث بصدرٍ رحب، والاهتمام بلغة الجسد أثناء الجلوس والاستماع فمثلاً يجب الاهتمام بوضعية العين، ونظرتها الملائمة وميل الجسد تجاه المتحدث، وعدم تشبيك اليدين. استخدام لغة الجسد بطريقة فعالة وذكية؛ فحركة واحدة تعني إرادة الشخص المحافظة على استمرارية الحوار، وحركتان تحفز المتحدث على التوضيح بشكلٍ أكبر، أما ثلاث حركات فهي تجعل المتحدث يتردد في الحديث، أو يُغير الموضوع. نصائح لتنمية مهارة الاستماع الاستماع إلى الآخرين نعمةٌ وهبةٌ ذات قيمة عالية، أنعم الله بها على الإنسان وهي من الأمور المهمة في عملية التواصل مع الآخرين، ولذلك من المهم اتباع بعض من النصائح التي تُفيد الفرد في هذا الجانب منها:[٤] ترك الآخرين ليتحدثوا ويعبروا عن أنفسهم، فالأصدقاء الذين يتميزون بمقدرتهم العالية على الاستماع، هم من ينجذب الناس إليهم، ويشعرون بقربهم، ويجدون الراحة والسعادة عند وجودهم معهم. مد يد العون، والمساعدة إلى الآخرين؛ لتكوين شخصيتهم بالإصغاء إليهم، فعندما يستمع الفرد إلى كلام الناس بأهمية كبيرة، وعنايةٍ فائقة، ويظهر الكثير من التفاعل معهم، فإنّ المتحدث منهم سيُخرج أفضل ما لديه، أما إن لم يجد المتحدث، الحماس والتفاعل من الطرف الآخر، في الأمور التي يتحدث عنها، فقد يُصاب بخيبة أمل. معرفة المستمعين، والتمييز بينهم، فالإصغاء الجيد، هو المفتاح الذهبي الذي يجعل الآخرين سعداء. المصغي الجيد يكون غالباً مُتحدثاً لامعاً، لأنّ الإنسان إذا أراد أن يُعبر عما يدور في خاطره من أحوالٍ، أو مشاعر، وأحاسيس، يذهب إلى أشخاصٍ قد أتقنوا فن الإصغاء، فهم يتميزون بأنّهم يستمعون أكثر مما يتحدثون، وإذا تحدثوا أفادوا الآخرين بحديثهم. الإصغاء والاستماع إلى الآخرين ينبغي أن يكونا أكثر من التحدث، فالله سبحانه وتعالى قد أنعم على الإنسان بأن أعطاه أذنين اثنتين، وفماً واحداً ليتحدث به؛ فهو يُصغي مرتين أكثر مما يتكلم

إرسال تعليق

alshamelnews

{picture#https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEjMx7n0mCQhAcwTr2HOr9QuhcN3SK5AetAWwVrbCxm5SzJ6uenlpiOXLQfV-8Zi-Fzxt1WEmd9eRhjBTukjyCVC6-qhjfbqRYQ0isjRiRN-m-MDBDi9kM6U-3X0OKuQV4nc_zkEMWN7ba8/s0/%25D8%25B4%25D8%25A7%25D9%2585%25D9%2584.jpg} اعجبك المقال يرجى مشاركة الموضوع لتعم الفائدة
يتم التشغيل بواسطة Blogger.