خبز الطحالب وتخفيف الوزن انتشر الحديث في الآونة الأخيرة عن علاقة خبز الطحالب بتخفيف الوزن، بالإضافة إلى بعض الفوائد الصحية الأخرى، واستناداً إلى المعلومات الواردة في هذا المقال، فإنّ القيمة الغذائية للخبز المصنوع من الطحالب، أو الذي يتم خلط مكوّناته بها، سيعتمد على نسب العناصر الموجودة بها، والتي يحددها نوع الطحالب، ووقت حصادها، وعدّة عوامل أخرى، وهذا ينطبق على استخدامه في تخفيف الوزن، إذ إنّه إذا تمّ استخدامه كبديل للخبز الأبيض على سبيل المثال، فإن ذلك سيكون له تأثير نافع إذا تمّ استخدامه في حميّة غذائيّة متوازنة؛ لغنى خبز الطحالب بالألياف أولاً، ولقلّة السعرات الحرارية في معظم أنواعه ثانياً[١] أمّا أن يتمّ استخدام الطحالب لإنقاص الوزن، فقد أشارت دراسة تم إجراؤها في جامعة هارفارد على عدّة منتجات شائعة لإنقاص الوزن وتمّ نشرها في مجلّة طبيب العائلة الأمريكية في العدد الخاص بعام 2004 عن كون طحالب السيبرولينا لم تُظهر أيّ نتيجة في إنقاص الوزن، بل تمّ نشرها في القوائم التي لا ينصح بها.[٢] وفي المقابل وجدت دراسة حديثة نوعاً من الكاروتينويدات (بالإنجليزية carotenoids) الموجود في الطحالب الخضراء (Codium fragile و Caulerpalentillifera و Umbraulva japonica )، وهو السيفوناكزانتين (بالإنجليزية: siphonaxanthin)، إذ تشير الدراسة التي تمّ إجراؤها في جامعتي Kyoto وجامعة Shijonawate Gakuen، وتم نشرها في مجلّة Journal of Nutrition إلى أنّ السيفوناكزانتين له تأثير مثبّط للخلايا الشّحمية في الفئران، ولم تُجرَ مثل هذه الدراسة على الإنسان بعد.[٣] الطحالب هي كائنات حية تنتمي إلى مملكة الطلائعيات وتشبه النبات في كونها ذاتيّة التّغذية، وتوجد في الطبيعة بحجمٍ مجهريّ، وأحجامٍ كبيرةٍ، تحتوي الطحالب على البروتين، والسكريّات، وكذلك الدهون غير المشبعة، كما تحتوي على عدّة أنواع من الفيتامينات، والعناصر غير العضويّة، ومضادات الأكسدة، والمعادن.[١] استخدم الإنسان الطّحالب كغذاء منذ آلاف السنين، وعرّفت الحضارات القديمة عدداً كبيراً من الطحالب من حيث استخداماتها الطبيّة، والغذائيّة بل وحتى الصناعيّة، بل إنّ العلماء وجدوا أنّ أصل تسمية شهر أيار (بالإنجليزية: May) يعود إلى عهد التسيمشيان الذين سكنوا أمريكا قديماً، حيث استهلموا هذا الاسم من وقت حصاد أحد أنواع طحالب البيروبيا (بالإنجليزية: Pyropia)، أمّا حديثاً فقد أصبحت الطحالب تشكّل مورداً اقتصادياً عالميّاً، إذ تُقدَّر أرباح الحصاد العالمي للطحالب في عام 2013 بحوالي 6.7 بليون دولار،[١] وبالإضافة إلى المجالات التي استخدِمت فيها الطحالب قديماً أصبحت تُستخدَم حالياً في المواد المضافة للأغذية كعوامل مُخثِّرة.[٤] وفي المشروباتْ، وكوسطٍ غذائيّ لنمو البكتيريا، بالإضافة إلى المكمّلات الغذائيّة، ولعل هذا ما يفسّر سبب التّوجه العالمي إلى منتجات الطحالب كبديل صحّي في عدّة مجالات.[١] العناصر الغذائية تعتبر الطّحالب بديلاً جيّداً للأشخاص النباتيين ومصدراً غذائياً استخدمه الإنسان منذ القِدَم، ويرجع ذلك لاحتوائها على عدد من العناصر المهمة، وهي كالآتي: البروتين تختلف نسبة البروتين في الطّحالب حسب عدّة عوامل: كالنوع، وموسم الحصاد، واللّون، ففي الأنواع المجهرية يشكّل البروتين 70% من المكونات الجافّة للطحالب، وهو ما يقارب نسبة البروتين في البيض، وتختلف هذه النسبة بحيث تزداد في الطحالب التي يتم حصادها في الشتاء وتقل صيفاً، وبشكلٍ عام يهضم جسم الإنسان البروتين الموجود في الطحالب بكفاءةٍ أقل من البروتين ذي المصادر الحيوانيّة.[١] الدهون تتأثّر نسبة الدّهون في الطحالب بعوامل عدّةٍ كما البروتين، فمثلاً يتأثّر أوميغا 3 بنوع الحصاد، كأن يكون بريّاً أو اصطناعيّاً، ويكون تركيزه في الشتاء أعلى من فصل الصيف، ولعلّ أهمّ ما يميّز دهون الطّحالب هو كونها دهون غير مشبعةٍ، يستفيد منها الجسم في تكوين أغشية الخلايا، وتخزين الطاقة، وتكوين جزيئات مستقبلات الخلايا، إلّا أنّ الاعتماد على الطّحالب كمصدرٍ وحيدٍ للطاقة لا يمكن أن يغطّي احتياجات الجسم وفق دراسة نشرتها مجلة علم الفيزيولوجيا التطبيقية لعام 2006.[١] السكريّات تحتوي الطّحالب على سكّريات بسيطةٍ ومعقّدة، وتختلف في نسبتها حسب نوع الطّحالب، وعدّة عوامل أخرى تختلف حسب اختلاف أنواع السكريّات الرئيسيّة في الطّحالب، فمثلاً تعدّ مادة الألجينات (بالإنجليزية: alginate) مكوّناً رئيسيّاً في الطحالب البنيّة، بينما توجد بكميّات قليلة في أنواعٍ وألوانٍ أخرى، أمّا بالنّسبة للألياف، فتحتوي الطحالب الصالحة للأكل ذات الحجم الكبير على كميّة كبيرة منها ما يجعلها خياراً صحيّاً في العديد من الأنظمة الغذائيّة، سواء الخاصّة بتقليل الوزن أو علاج الإمساك، أو الأنظمة الصحيّة بشكلٍ عام، إذ تتراوح نسبة الألياف من 23.5% في نوع كوديوم ريديا (بالإنجليزية: Codium reediae) إلى 64.0% في نوع غراسيلاريا سب (بالإنجليزية: Gracilaria spp) ، أي أنّ محتوياتها من الألياف تفوق محتويات نخالة القمح، وذلك بحسب دراسة نشرتها مجلة البحوث الأوروبيّة للغذاء والتكنولوجيا للعام 2001.[١] الفيتامينات تتميّز الطّحالب بغناها بمجموعة فيتامينات ب، إذ تحتوي فيتامين ب1، ب2، ب6، و فيتامين ب12 الذي يوجد بكمياتٍ قليلةٍ جداً في النباتات، كما تتجاوز نسبة فيتامين أ في بعض أنواع الطّحالب النسبة الموجودة في الجَزَر،[١] وأيضاً تحتوي الطحالب على التركيبة الأكثر فعالية من فيتامين هـ الموجودة في الزيوت النباتية، وكذلك فيتامين ج بكميّة توازي الخضروات: كالبندورة والخس، وعلى الصعيد الآخر ينطبق على نسب الفيتامينات ما سبق، إذ تختلف حسب أشهر السنة، ففي دراسة أجرتها مجلة علم الفيزيولوجيا التطبيقية عام 2009 وجدت من خلالها أن تركيز الفيتامينات (ج، و ب1، و ب2) كان قليلاً في أشهر الصيف (حزيران، ويوليو، وأغسطس) مقارنة بشهر أيلول ونيسان حيث ارتفعت التراكيز لفيتامين (ج، و ب1، و ب2)، وارتفعت كذلك نسبة فيتامين أ في تشرين الثاني.[١] المعادن والعناصر غير العضوية حتى الآن لا توجد دراسات تفصيلية كافية حول الفعالية الغذائيّة للمعادن التي يتم دعم الطحالب بها، ولا تتوفر المعلومات الكافية أيضاً حول تأثّر نسبة المعادن بتغيّر الفصول وأوقات الحصاد بشكل دقيق، إلا أنّ إحدى الدراسات الحديثة التي نشرتها مجلة علم الفيزيولوجيا التطبيقية في عام 2016 أشارت إلى كون الطحالب التي تنمو في المناطق الاستوائيّة الحارّة تحتوي تركيزاً أقل من المعادن من تلك التي تنمو في مناطق خطوط العرض العليا.[١] اليود أدّى التاريخ الطويل الذي ربط ما بين استهلاك الطحالب البحرية والوقاية من الأمراض المتعلّقة بالغدّة الدرقيّة إلى توصّل العلماء لوجود علاقة بين عنصر اليود وأمراض الغدّة الدرقيّة، حيث تعتبر الطحالب البحريّة مصدراً جيّداً لليود، ولا تتأثّر كميّة اليود في الطحالب الشائعة بعمليّات التجفيف التي تتبع حصاد الطحالب، ولكنّها تتأثّر بعمليّة الطهي والتخزين لاحقاً، وهذا ما يجعل الكميّات التي توضّحها الجداول الغذائيّة لليود في الوجبات والمنتجات التي تحتوي الطحالب غير دقيقة.[١] الحديد من المحتمل أن تكون الطّحالب كبيرة الحجم غنيّة بعنصر الحديد، إلّا أنّ العديد من الدراسات يتم إجراؤها لمعرفة مدى تأثّر نسبة الحديد في الطحالب بتغيّر مكان النمو، والنوع، وموسم الحصاد، وبالتالي لا توجد قيم مطلقة توضّح نسبة الحديد في الطحالب.[١] الحساسيّة و السُّميّة رغم الفوائد الكثيرة التي تميّز الطحالب، إلّا أنها معرّضة للتلوّث خصوصاً ذات الأحجام الكبيرة، إذ من الممكن أن تتلوّث الطحالب بالمعادن الثقيلة كالزرنيخ، أو البروم، كما من الممكن أن تنمو في مياه تعيش فيها بعض سلالات البكتيريا التي تسبّب سموماً في الأعصاب والكبد، إذ إنّ هنالك دراسة تم نشرها في عام 2014 لمجلة السموم الغذائيّة والكيميائيّة أشارت إلى حدوث حالة حساسيّةٍ مفرطة بعد تناول أحد الأنواع الشائعة من الطحالب وهي طحالب السيبرولينا (بالإنجليزية: Spirulina)، إلا أنّ ظروف هذه الحالة لم تكن واضحة حيث يُعتقَد بأنّ مصدر هذه الطّحالب كان بريّاً وليس اصطناعيّاً،[١] وهنالك حالات أخرى كانت قد تعرّضت للتسمّم بسبب اختلاط النوع على الأشخاص الذين جمعوها، حيث كانت من النوع السام الذي يحتوي نسبة كبيرة من حمض الكاينيك (بالإنجليزية: Quinic acid)، وقد لا يكون لمثل هذه الحوادث الوقع ذاته في الوطن العربي، لكن ومع زيادة نسبة السيّاح في البلدان التي تواجه هذا النوع من المشاكل فإنّ المنظمات والمؤسسات العالمية بدأت تدعو إلى وضع معايير عالمية تضمن سلامة المستهلك للطحالب، سواء أكان زائراً أم مقيماً

إرسال تعليق

alshamelnews

{picture#https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEjMx7n0mCQhAcwTr2HOr9QuhcN3SK5AetAWwVrbCxm5SzJ6uenlpiOXLQfV-8Zi-Fzxt1WEmd9eRhjBTukjyCVC6-qhjfbqRYQ0isjRiRN-m-MDBDi9kM6U-3X0OKuQV4nc_zkEMWN7ba8/s0/%25D8%25B4%25D8%25A7%25D9%2585%25D9%2584.jpg} اعجبك المقال يرجى مشاركة الموضوع لتعم الفائدة
يتم التشغيل بواسطة Blogger.